ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابا وداعيا له في مدينة شيكاغو، التي احتضنت صعوده السياسي نحو البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، مؤكدا فيه أن الولايات المتحدة هي اليوم “أفضل وأقوى” مما كانت عليه عندما اعتلى السلطة قبل ثمانية أعوام، داعيا المواطنين إلى الدفاع عن الديمقراطية.
وقال: “أطلب منكم أن تكونوا على ثقة، ليس في قدرتي على عمل تغيير ولكن في قدرتكم”.
وقال أوباما في خطاب إلى الأمة -هو الأخير له قبل أن يسلم السلطة الأسبوع المقبل إلى دونالد ترامب- إن التحدي الديمقراطي يعني “إما أن ننهض كلنا أو أن نسقط كلنا”، داعيا الأمريكيين إلى الوحدة “أيا تكن اختلافاتنا”، مع إقراره في الوقت نفسه بأن العنصرية لا تزال “عاملا تقسيميا” في المجتمع الأمريكي.
وأضاف بحسب ما نشرت “سي أن أن”: “في غضون عشرة أيام، سيشهد العالم العلامة المميزة لديمقراطيتنا: الانتقال السلمي للسلطة من رئيس منتخب بحرية إلى الرئيس الذي سيليه. أبلغت الرئيس المنتخب ترامب أن إدارتي ستضمن انتقالا سلسا، كما فعل معي الرئيس بوش”.
وشدد الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة على الإنجازات التي تحققت خلال ولايتيه المتعاقبتين، معددا خصوصا خلق الوظائف وإصلاح نظام التأمين الصحي وتصفية أسامة بن لادن.
وعن إنجازاته الرئاسية تابع: “إذا قلت لكم منذ ثماني سنوات إن أمريكا ستتغلب على الركود الاقتصادي، وستعيد تشغيل صناعة السيارات، وستبدأ أطول فترة لخلق فرص العمل في تاريخنا. إذا قلت لكم إننا سنبدأ فصلا جديدا مع الشعب الكوبي، وسنغلق برنامج الأسلحة النووية الإيراني دون إطلاق رصاصة واحدة، و أننا سنقضي على مدبر هجمات 11 سبتمبر/أيلول. إذا قلت لكم إننا سنحقق المساواة في الزواج للمثليين وسنضمن حق التأمين الصحي لعشرين مليون مواطن آخرين، لو كنت قلت لكم كل ذلك آنذاك، لقلتم إنني أبالغ في طموحاتي”.
وقال: “قضينا على عشرات الآلاف من الإرهابيين، ومن بينهم أسامة بن لادن. تمكن التحالف الدولي الذي نقوده من القضاء على قادتهم واسترد نحو نصف المناطق التي يسيطرون عليها. سيتم القضاء على تنظيم الدولة، ولن يعيش بأمان من يهدد أمريكا”.
وفي شيكاغو، المدينة التي رسم فيها سيرة حياته المهنية، وأصبحت معقله السياسي، عدل أوباما في خطابه الوداعي الشعار الذي أطلقه لحملته الانتخابية قبل 8 سنوات من “نعم يمكننا” إلى “نعم فعلنا”.
ولم ينس أوباما في خطابه التطرق إلى التغير المناخي، مؤكدا أن إنكار هذه الحقيقة العلمية “خيانة للأجيال المقبلة”. وقال: “يمكننا ويتعين علينا أن نناقش الطريقة المثلى للتصدي لهذه المشكلة. ولكن الاكتفاء بإنكار المشكلة لا يعني خيانة الأجيال المقبلة فحسب، وإنما أيضا خيانة جوهر روح الابتكار وإيجاد الحلول العملية للمشاكل، وهي الروح التي أرشدت آباءنا المؤسسين”.
ويودع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الحياة السياسية في الولايات المتحدة، بعد ولايتين في البيت الأبيض، وفي سن الـ55 عاما. ورافق أوباما زوجته ميشال، ونائبه جو بايدن، فيما نفدت البطاقات المجانية لحضور هذا الخطاب الأخير منذ أيام.
وقال أوباما إنه يريد العودة إلى “حيث بدء كل شيء” بالنسبة له وللسيدة الأولى ميشيل أوباما، بدلا من إلقاء خطابه من البيت الأبيض.
وذكر أوباما في خطابه ثلاثة تهديدات للديمقراطية في الولايات المتحدة : “انعدام التكافؤ الاقتصادي، الانقسامات العرقية، وانسحاب بعض قطاعات المجتمع إلى داخل ما أسماه فقاعاتهم، حيث تكون الآراء غير مبنية على “خط مشترك من الحقائق”.