لا شك أنك لم ترها أبدا في محفظة نقودك، وربما لن تراها قط فهي تعيش حاليا أنفاسها الأخيرة بعد أن قررت المصارف المركزية الأوروبية وقف إصدارها، إنها الأوراق النقدية من فئة خمسمئة يورو، كما جاء في مجلة لوفل أوبسرفاتور الفرنسية.
فقد أعلن البنك المركزي الأوروبي في موقعه على الإنترنت أن “17 مصرفا مركزيا أوروبيا من أصل 19 ستتوقف عن إنتاج وإصدار أوراق نقدية من فئة الخمسمئة يورو على خلفية “مخاوف من أن تسهل هذه الأوراق القيام بأنشطة غير قانونية”.
وأوضح البنك أنه من أجل ضمان “انتقال سلس ولأسباب لوجستية” فإن البنك الفدرالي الألماني والبنك الوطني النمساوي سيواصلان إصدار هذه الفئة حتى 26 أفريل المقبل.
وكان البنك الأوروبي قد أصدر بيانا في أفريل 2018 قال فيه إنه “”قرر التوقف بشكل دائم عن إنتاج أوراق نقدية من فئة الخمسمئة يورو، مع التوقف عن توزيع الاحتياطات المتوافرة من هذه الفئة بحدود نهاية 2018”.
وأضاف أن الأوراق المتوافرة أصلا يمكن مواصلة استخدامها كعملة نقدية، موضحا أنها ستحتفظ دوما بقيمتها ويمكن استبدالها لدى البنوك المركزية في منطقة اليورو من دون حدود زمنية.
ويسعى البنك من خلال هذه الخطوة إلى الحد من ظاهرة تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة والتهرب الضريبي، إذ يمكن للمهربين بفضل هذه الورقة النقدية أن ينقلوا كميات ضخمة بسرية تامة.
وقد أطلقت ورقة الخمسمئة يورو رسميا في دول الاتحاد عام 2002، وأصبحت تعرف باسم ورقة “بن لادن” الذي كان الجميع يبحث عنه ولا أحد يراه، في إشارة إلى ندرة هذه الورقة النقدية ونظرا للطلب الكبير عليها، تماما كما كان الحال بالنسبة إلى زعيم تنظيم القاعدة قبل تصفيته.
وقد بلغ مجموع الأوراق النقدية المتداولة في نوفمبر الماضي 2018 نحو 521 مليون ورقة، أي ما نسبته 2.4% من مجموع أوراق اليورو المتداولة في منطقة اليورو.
يذكر أنه من الناحية العملية تم تصنيع آخر ورقة خمسمئة في عام 2014، ومنذ ذلك الحين تمت تغطية الطلب عليها بالأرواق المتداولة في الأسواق وبما كان موجودا في مخزون المصارف المركزية.