أعلنت جمعية “غاية” الضيعة التربوية لذوي الإعاقة بسيدي ثابت (ولاية أريانة) عن الإطلاق الرسمي للمنصة الرقمية “نستطيع” (Nastatii.tn) لتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك خلال ندوة صحفية انعقدت بالعاصمة بحضور عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة، وممثلين عن المجتمع المدني، ومسؤولين عن الموارد البشرية من عدة شركات خاصة.
وقالت رئيسة جمعية “غاية” ليلى قاسمي، ل(وات) إن منصة “نستطيع” التي تُعد الأولى من نوعها في تونس، مفتوحة وبشكل مجاني لجميع الأشخاص الحاملين لإعاقة وتوفر لهم فضاء إلكترونيا يمكنهم من إرسال سيرهم الذاتية، والبحث عن فرص عمل مناسبة بعد القيام بعملية التسجيل في المنصة.
كما تتيح المنصة للمؤسسات الخاصة إمكانية نشر عروض الشغل، ما يجعلها فضاء تفاعليا بين العرض والطلب، وفق تعبيرها.
وحول فكرة إنشاء المنصة أوضحت ليلى قاسمي أنها انبثقت من تجربة ميدانية ناجحة للجمعية التي تمكنت خلال السنوات الماضية من توظيف عدد معتبر من الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع مؤسسات خاصة.
وأشارت إلى أن هذه البادرة تندرج ضمن مسار لتفعيل القوانين الوطنية المتعلقة بتشغيل هذه الفئة، وعلى رأسها القانون التوجيهي عدد 83 لسنة 2005 الذي ينصص على توظيف نسبة لا تقل عن 2 بالمائة من مراكز العمل لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة من قبل المؤسسات العمومية والخاصة.
واعتبرت أن جمعية “غاية” استطاعت منذ تأسيسها سنة 2009، أن ترسّخ مكانتها كمبادرة رائدة في تونس في مجال الإحاطة بالأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة لحاملي الاعاقة المنتمين إلى الفئات الهشة اجتماعيا.
وتقدم الجمعية، من خلال الضيعة التربوية بسيدي ثابت، نموذجا مبتكرا يدمج التكوين المهني في المجال الفلاحي، والدعم النفسي، والتأهيل الحياتي، ضمن رؤية تقوم على الاندماج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة في النسيج المجتمعي والاقتصادي، وفق قاسمي.
في سياق متصل، تحدث فارس الوسلاتي، شاب يعاني من إعاقة بصرية وعضوية خفيفة، عن تجربته التي خاضها منذ ثلاث سنوات حين حصل على وظيفة في مخزن تابع لشركة ملابس جاهزة، بفضل وساطة الجمعية.
وقال ل(وات) إن المنصة الجديدة ستفتح آفاقا أكبر لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، مشددا على أن “الإعاقة ليست سوى تحديا يمكن تجاوزه بالعزيمة والإرادة”.
وأشار فارس، وهو عضو في التنسيقية الوطنية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى أن ادماجه المهني ساعده على اكتساب الخبرة وثقة زملائه، داعيا إلى مزيد الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة وتفعيل القانون التوجيهي عدد 83 لسنة 2005.
ووصف التطبيق الحالي لهذا القانون بـ”الضعيف”، منتقدا التأخير في تنظيم مناظرات خاصة بتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع العمومي. واعتبر أن المناظرة الأخيرة لانتداب 197 شخصا في القطاع العام جاءت بعد خمس سنوات من الانتظار، وهو رقم لا يرقى لحجم التطلعات، وفق تقديره.
من جهته، عبّر معتز الهمامي، وهو مسؤول بإحدى الشركات الخاصة المختصة في بيع الملابس الجاهزة، عن دعمه الكبير للمنصة المخصصة لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأفاد في تصريح ل(وات) بأن “المنصة مبادرة مهمة جدا لتسهيل الربط بين الكفاءات وأرباب العمل”. وأكد أن الشركة التي يعمل فيها قامت بانتداب عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع جمعية “غاية” مشيدا بقدراتهم في العمل.
وقال في هذا السياق “لم يكن دمجهم صعبا كما يُعتقد، بل أظهروا انضباطا ومثابرة عالية”، داعيا الشركات الخاصة الى تحمل مسؤولياتها في توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة. وأضاف “من حق كل شخص، مهما كانت إعاقته، أن يحظى بفرصة تحفظ كرامته وتفتح له طريق الاندماج”.