أكد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الياس حمزة ، أمس الأحد بالمهدية، أن “استراتيجية وطنية سيجري تقديمها لمقاومة آفة الحشرة القرمزية التي اتسع انتشارها في نبات التين الشوكي”.
وبين الوزير، في تصريح إعلامي، أن الاستراتيجية ستشمل تدخلات وزارتي الدفاع والبيئة لتطويق الحشرة التي امتدت على نحو 600 كلم انطلاقا من البؤرة الأولى بمنطقة السواسي.
وأوضح، عقب إشرافه على جلسة خصصت لدراسة الوضع وتقييم التدخلات الجهوية بحضور إطارات من ولايات المنستير وسوسة والقيروان، أنه سيجري مواصلة تنفيذ الخطط الجهوية المرتبطة بالقلع والردم والمداواة.
وقال ” إن الخطط الجهوية أثبتت مردودية ضعيفة لوجود حشرة قرمزية مقاومة وهوما سيدفعنا إلى الاستئناس بتجارب شبيهة في إفريقيا وبلدان أمريكا الجنوبية”.
وأشار الوزير، في ذات الصدد، إلى أهمية تشريك البحث العلمي في مجهودات مكافحة هذه الحشرة التي تصيب التين الشوكي، الذي يمثل مصدرا علفيا واقتصاديا هاما.
وأكد أهمية دور الفلاح في معاضدة هذه الجهود لا سيما وأن الحشرة تنتقل عبر الات الحراثة والدواب وغيرها من المواد التي تعلق بها الحشرة بمجرد الملامسة.
وظهرت أول بؤرة إصابة بالحشرة القرمزية منذ منتصف شهر سبتمر 2021 بمنطقة السواسي بولاية المهدية لتصل اليوم عدة ولايات ومعتمديات مجاورة للجهة كالقيروان وسوسة والمنستير والقصرين.
وسجلت المندوبية الفلاحية بالمهدية، مؤخرا، رقعا جديدة للعدوى طالت معتمديات بومرداس والجم وشربان واولاد الشامخ ما استوجب حشد كل المجهودات للمقاومة.
وعقدت ولاية المهدية أربع صفقات مع مقاولات عبر التفاوض المباشر بقيمة 820ر2 مليون دينار لتكثيف عمليات القلع والردم والمداواة.
تجدر الاشارة الى أن الحشرة القشرية القرمزية تعتبر من الآفات الخطيرة بالنسبة لغراسات التين الشوكي إذ أنها تلحق أضرارا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.
وتنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة حيث يقوم الريح بحملها من مكان إلى آخر، كما يمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وأصواف الأغنام والأعلاف “التبن” القادمة من المناطق الموبوءة.
ويلعب التين الشوكي المعروف في تونس باسم “الهندي” دورا هاما في مقاومة التصحر والمحافظة على التنوع البيولوجي ، فضلا عن استعماله في عدة مجالات كغذاء للإنسان أو كمصدر أعلاف للدواب أو لتصنيع منتوجات علاجية وأخرى تجميلية.
ولفت الوزير، من جهة أخرى، إلى تراجع مبدئي لصابة الزيتون للموسم الحالي بنحو 20 بالمائة مقارنة بالعام المنقضي، مؤكدا استنفار كل الجهود لضمان سير الموسم في أفضل الظروف.