أطلقت جمعية حنان للنهوض بالرضاعة الطبيعية، منذ شهر أكتوبر الجاري، حملة توعوية مفتوحة للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية، تحت شعار » أوقفوا التسويق العدواني للحليب الاصطناعي »، وذلك بمناسبة الاسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي تحتفل به تونس من 1 إلى 7 نوفمبر 2024.
وأوضحت رئيسة الجمعية، زهرة المراكشي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن هذه الحملة تهدف إلى المساهمة في تعزيز وحماية الرضاعة الطبيعية التي لا تزال ممارستها في تونس منخفضة للغاية.
ولفتت في سياق متصل إلى تجاوزات شركات تصنيع الحليب الاصطناعي في الترويج له من خلال الاتصال المباشر بالأم رغم وجود إطار تشريعي وهو القانون عدد 24 لسنة 1983 مؤرخ في 4 مارس 1983 والمتعلّق بمراقبة جودة بدائل لبن الأم والمواد الشبيهة بها وبتسويقها والمعلومات المتعلّقة باستعمالها، الذي يمنع كل أشكل الدعاية والترويج لبدائل لبن الأم والمواد الشبيهة وتوزيع نماذج منه مجانا أو الرضاعات، ويستثني من ذلك مهنيي الصحة، بما فيهم الأطباء، المخول لهم القيام بتجربة هذه المواد وتقديم طرق استعمالها في حال الاضطرار لذلك أي أن هذا القانون لم يمنع الاطباء صراحة من الترويج لبدائل حليب الأم.
وقدّرت أن من بين العوامل التي ساهمت في انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية، الممارسات التسويقية العدوانية لصناعة أغذية الأطفال للتشجيع على الإفراط في استخدام بدائل حليب الأم والصور الترويجية للرضاعات الزجاجية والمساهمة في تسليعها دون أي ضوابط على الرغم من أن تونس من الدول الموقعة على المدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم والقرارات الصادرة عن جمعية الصحة العالمية.
ودعت الى تنقيح القانون عدد 24 لسنة 1983 حتى يتماشى مع المدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم الصادرة في 1981 وصادقت عليها تونس في 1983.
ولفتت في هذا السياق إلى قرار وزير الصحة المؤرخ في 4 نوفمبر 2022 المتعلق بإحداث لجنة فنية مكلفة بمراجعة الإطار القانوني الخاص بالرضاعة الطبيعية وتغذية الطفل، يوكل إليها أساسا جمع ومراجعة كافة النصوص القانونية والترتيبية ذات العلاقة بالرضاعة الطبيعية وتغذية الطفل واقتراح نص ترتيبي بضبط كيفية مراقبة الاشهار لبدائل حليب الأم وتطبيق الإجراءات القانونية لردع التجاوزات والإخلالات، غير أن هذه اللجنة لم تجتمع سوى مرتين الأولى سنة 2022 والثانية 2023 ، حسب ما أكدته محدّثة « وات ».
ويذكر أن المسح الوطني العنقودي متعدد المؤشرات لعام 2023 يظهر أنّ 17.8بالمائة فقط من الرضع دون سن 6 أشهر يتمتعون برضاعة طبيعية حصرية، في حين ارتفع معدل انتشار الرضاعة الطبيعية الحصرية على مدى العقد الماضي في جميع أنحاء العالم، إلى حدود 48 بالمائة، وتعد هذه النسبة ضئيلة بالمقارنة مع توصيات المنظمة العالمية للصحة والهدف العالمي المحدد لعام 2030 الرامي إلأى بلوغ نسة 70 بالمائة من الرضع يتمتعون بالرضاعة الطبيعية.
والرضاعة الطبيعية والتغذية الجيدة للأطفال، حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة، عاملان حاسمان لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وخصوصاً المتعلقة منها ببقاء الطفل على قيد الحياة، كخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بمقدار الثلثين بحلول سنة 2015، والقضاء على الفقر المدقع والجوع. وينتظم الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية من يوم 1 إلى 7 أوت من كل سنة.
وقد تأسست جمعية حنان للنهوض بالرضاعة الطبيعية سنة 2018 وهي جمعية تونسية تعمل بالتعاون مع شركائها على التوعية والنهوض بصحة الام والطفل وحماية حقوقهم في الحصول على التغذية من خلال حملات التوعية والتعلم.