يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غدا الأحد زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام ينتظر أن يبرم خلالها صفقات تجارية وعسكرية إضافية، في وقت قالت فيه باريس إنه سيثير موضوع حقوق الإنسان هناك.
ومن المقرر أن يجري ماكرون يوم الاثنين محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتناول التعاون بين البلدين ومحاربة الإرهاب وأزمات المنطقة، خاصة الأزمة في ليبيا المجاورة لمصر، فضلا عن الأزمة في سوريا والصراع الفلسطيني.
وينتظر توقيع نحو ثلاثين اتفاقية أو عقدا تقدر بمئات ملايين اليوروهات في مجالات النقل والطاقة المتجددة والصحة ومنتجات الأغذية الزراعية، ويضم الوفد الفرنسي خمسين من رؤساء الشركات الفرنسية.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها أمس بعد أيام من لقائها ممثلي منظمات غير حكومية إن الرئيس الفرنسي سيطرح بوضوح قضايا حساسة للغاية تتعلق باحترام حقوق الإنسان في مصر، وعبرت عن قلقها من الوضع الحقوقي الراهن، حيث تؤكد منظمات دولية عديدة ومعارضون أن النظام الحالي يمارس قمعا غير مسبوق بحق المعارضة.
وخلال زيارة قام بها السيسي لفرنسا عام 2017، سعى ماكرون لإقناع الرئيس المصري بالإفراج عن سجناء وتحسين أوضاع الحريات، لكنه ما لبث أن تراجع بقوله إنه ليس من حقه أن يلقي محاضرة على مصر في مجال الحريات المدنية.
وكان من أسباب تراجعه الصفقات الدفاعية التي أبرمتها فرنسا مع مصر منذ العام 2015 بقيمة 6 مليارات يورو، وشملت تلك الصفقات 24 طائرة رافال، وهناك مفاوضات تجري لبيع 12 مقاتلة أخرى من الطراز نفسه لمصر.
ولم تستبعد الرئاسة الفرنسية أمس أن تستكمل مصر أسطول مقاتلات رافال في الأشهر المقبلة، لكنها أوضحت أنه لن يتم توقيع عقود بهذا الشأن خلال زيارة ماكرون.
وقبل يومين من سفر الرئيس الفرنسي للقاهرة، قال مسؤول في منظمة العفو الدولية إن المنظمة تتوقع رسائل قوية، خاصة فيما يتعلق بصفقات الأسلحة الفرنسية إلى مصر، ولا سيما بيع الآليات المدرعة الخفيفة التي كانت تستخدم لقمع المعارضين في مصر.