دعا الاتحاد الدولي للصحفيين (الفيج) أمس الخميس رئيس الجمهورية قيس سعيد الى ممارسة صلاحياته من أجل فرض احترام الدستور وحماية الحريات الصحفية ، وذلك على خلفية إيقاف الصحفي زياد الهاني واحالته على انظار القضاء .
وعبّر الاتحاد عن عميق انشغاله من تواتر حبس الصحفيين في تعارض تام مع المكاسب التي نص عليها الدستور التونسي في مجالي التعبير والاعلام.
واعتبر الاتحاد الدول للصحفيين أن “إيقاف الصحفي زياد الهاني وإيداعه السجن في انتظار محاكمته وفق مجلة الاتصالات قوّضا في الجوهر الضمانات التي وفرها الدستور والقوانين التونسية والاتفاقيات الدولية التي أمضت عليها تونس في إطار حماية الصحفيين وفتحا الباب واسعا لارتكاب إخلالات قانونية وإجرائية صارخة يُمكن أن تعرّضه للسجن لمدة سنتين كاملتين”.
وشدد على أن تتبع أكثر من 30 صحفيا في سنة 2023 وحدها وفق المرسوم 54 ومجلة الاتصالات وقانون مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال لا يجعل من حالة زياد الهاني حالة معزولة وفردية لافتا الى أن ذلك يؤشّر بشكل صريح إلى وجود سياسة ممنهجة لتطويع الإجراءات القانونية ومرفق العدالة لترهيب الصحفيين وتخويفهم وحبسهم بشكل تعسفي وغير قانوني وغير دستوري ويهدّد بتحول تونس كنموذج عربي ودولي لحماية الحريات ممارسة وتشريعا إلى سجن كبير للصحفيين.
وأشار إلى ان “المظلمة المسلطة على الهاني تنضاف إلى مظلمة أكثر قسوة كانت قد سلطت على خليفة القاسمي مراسل إذاعة “موزاييك” الذي أودع السجن من قبل الدائرة المختصة في القضايا الإرهابية بمحكمة تونس بأعلى حكم في تاريخ الصحافة بتونس ألا وهو خمس سنوات على خلفية نشره خبرا صحفيا دقيقا استقاه من مصدر أمني رسمي”.
وحذر الاتحاد الدولي للصحفيين من“تواصل الإيقاف الظالم والتعسفي للصحفية شذى الحاج مبارك الموقوفة منذ سبتمبر 2021 بتهمة التآمر على أمن الدولة الداخلي رغم أن التشريعات التونسية تضمن لها المحاكمة بحالة سراح في تعسف واضح في استعمال السلطة وخرق الإجراءات”.
واوضح أنه ستكون لكل الحالات المذكورة سلفا انعاكسات سلبية على حرية التعبير والصحافة في تونس وعلى حق المواطن في صحافة حرة مُلتزمة بقواعد المهنة الصحفية وأخلاقياتها ومُحصنة ضد هيمنة مراكز النفوذ السلطوية والسياسية والمالية.
واكد في على انه يعول على ممارسة سعيّد كافة صلاحياته لفرض احترام الدستور وحماية الحريات الصحفية والعمل على إطلاق سراح الصحفيين زياد الهاني وخليفة القاسمي وشذا الحاج مبارك وإنهاء التعسف في تطويع قوانين ومراسيم مخالفة لإجراءات التتبع ضد الصحفيين.