أكد الخبير بالمعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية فؤاد بن سعيد في تصريح لـ ExpressFM أن مدينة مساكن من ولاية سوسة تعتبر مدينة المتناقضات و ذلك يعود إلى عدة ظواهر و أسباب لعل أبرزها وجود نسبة بطالة منخفضة في الجهة تقابلها نسبة كبيرة من الهجرة بمعدل 1041 صافي هجرة للخارج.
و رغم أن الأرقام حول مستوى العيش في مدينة مساكن إيجابية لكن تشير الإحصائيّات إلى أن 70% من المهاجرين كانوا يتوجهون للبحث عن عمل.
و دعا فؤاد بن سعيد السلط الجهوية بمدينة مساكن إلى ضرورة القيام بدراسة حول المناطق الصناعية في منطقة الزيّات وحول سوق “تر فر ” من أجل تجنب تمدّدٍ عمرانيّ عشوائيّ في حالة المضي قدما في إنجاز هذه المناطق بعيدا عن التّجمعات السكنية .
أمّا في ما يتعلق بالقطاع الفلاحي، في الجهة فقد شدد الخبير على ضرورة إعادة النظر في أسباب العزوف عن ممارسة النشاط الفلاحي خاصة و أن الجهة تتوفر على أكبر طاقات تخزين للزيت بـ 36 معصرة و لكن في المقابل تعادل نسبة استقطاب الفلاحة لليد العاملة الـ 3،25 % كما توجد في مساكن أراض زراعية تمسح أكثر من 20 ألف هكتار ولكنها تنتج فقط حوالي 7 آلاف طن من الخضروات.
منطقة مساكن هي أيضا تتضمن أكبر عدد من الماشية مقابل غياب زراعة الأعلاف و لذلك دعا فؤاد بن سعيد إلى التفكير في زراعة نوع علف تحت أشجار الزيتون لتجنب عبئ التنقل و جلب الأعلاف من أماكن أخرى .
و في جانب الثقافة، ورغم الكثافة السكانية الكبيرة التي تعادل 120 ألف ساكن، فإن مدينة مساكن تتوفر على دار ثقافة وحيدة و مكتبة عمومية واحدة و في هذا السياق دعا إلى مزيد تعزيز الواقع الثقافي في الجهة.