القيروان : استكمال أشغال ترميم صومعة جامع عقبة بن نافع

وأضاف البحري في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، ان صومعة جامع عقبة ابن نافع تتكون من ثلاثة مستويات وان التصدعات التي وقعت في الجزء الأوسط منها طالت الاربع شرفات الوسطى فقط في الواجهات الاربع للصومعة. واوضح ان هذه التصدعات ناتجة عن سببين رئيسيين اولهما استعمال الأسمنت المسلح في اشغال تبليط المستوى الاوسط والحديد في أركانه خلال الستينات والسبعينات وهي مواد ممنوعة في ترميم المعالم الأثرية ولا تتماشى مع المواصفات المعمول بها في منظمة اليونسكو، وفق تأكيده.

وبين في هذا الاطار ان أشغال التهيئة شملت قلع الأسمنت والحديد وتعويضه بمواد طبيعية وفقا للمواصفات المعمول بها في صيانة المعالم الأثرية ومنها عملية الربط بين مختلف الجدران باستعمال عود العرعار بعد معالجته وصيانته من الحشرات ثم تغليفه بمادة الجبس.

اما السبب الثاني للتصدعات فهو ناتج عن الاهتزازات الصوتية (vibrations) التي تحدثها ابواق الصومعة، وفق ذات المتحدث الذي اشار الى ان بعض الواجهات تحتوي على ما بين 4 و5 ابواق ضخمة وعالية الصوت موجهة نحو الشرفات. وافاد أنه تم إزالة الشرفات المتصدعة وإعادتها من جديد بمواد طبيعية ثم تغيير اتجاه الابواق ورفع ركائزها نحو الأعلى حتى لا تؤثر الاهتزازات الصوتية مجددا على شرفات الصومعة التي تضم في كل واجهة منها 8 شرفات.

ويشار الى ان الأشغال كانت انطلقت في شهر أوت 2022 بتمويل من المعهد الوطني للتراث وتم تحديد موعد انتهاء الأشغال قبل حلول شهر رمضان 2023. كما تجدر الاشارة الى ان جامع عقبة او الجامع الكبير كما يسميه اهالي المنطقة، بني على يد القائد عقبة بن نافع، في أواخر القرن الثامن الميلادي، الموافق لسنة 50 للهجرة وخضع للعديد من عمليات التهيئة والتجديد والتوسعة على مر التاريخ، كان أبرزها في عهد دولة الأغالبة.

ويعتبر المؤرخون ان صومعة جامع عقبة بن نافع من أجمل المآذن التي بناها المسلمون إذ تتكون من ثلاث طبقات مربعة الشكل، ويصل ارتفاعها إلى 31,5 مترا، ويحتوي داخلها على درج يضيق كلما ارتفع الزائر إلى أعلى.

(وات)