تحيي معتمدية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف اليوم الذكرى الرابعة و الستين لأحداث 8 فيفري 1958 بحضور وفدين وزاريين من تونس و الجزائر.
و قد وصلت رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان مرفوقة بوزير الداخلية توفيق شرف الدين ووزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي لاستقبال الوفد الجزائري برئاسة الوزير الاول أيمن بن عبد الرحمان.
و ثمنت بودن في كلمتها مسيرة التعاون التونسي الجزائري في جميع المجالات و العزم على تطويرها و مزيد تفعيل آليات التعاون المشترك. و دعت إلى بذل المزيد من الجهد لتنمية المناطق الحدودية المشتركة بما يوفر أسباب النماء لسكانها لتكون مقوما أساسيا للأمن و الإستقرار.
و تعبّر أحداث ساقية سيدي يوسف 8 فيفري 1958، عن تجسيد صريح لعمق الروابط التاريخية بين الشعبين والمساندة التي قدمها الشعب التونسي للشعب الجزائري خلال ثورته المسلّحة لنيل استقلاله في يوم امتزج فيه الدّم التّونسي بالدّم الجزائري حيث قصفت فرنسا القرية بحُجّة ملاحقة عناصر جيش التحرير الجزائري داخل التّراب التّونسي مما أسفر عن استشهاد 79 شخصًا من بينهم 20 طفلًا أغلبهم من تلاميذ المدرسة الابتدائية و11 امرأة و جرح 130 شخصًا، إلى جانب التدمير الكلي لمختلف المرافق الحيوية.
وكان الهدف من هذا العدوان ضرب الدعم العربي للثورة بإعتبار تونس في مقدمة الدول المدعمة للثورة. وحاولت السلطات الفرنسية تبرير عدوانها بحجة الدفاع عن النفس ،وأنها إستهدفت المناطق العسكرية.
ولم تفلح وسائل الاستعمارية الفرنسية من أن توقف دعم الأخوة الأشقاء للثورة رغم أنها اعتمدت أبشع أساليب الاستدمار من خلال قصف مدنيين عزل والنتيجة التي جاءت بها تلك الجريمة أنها زادت من تعاطف الشعب التونسي ودعمه للثورة التحريرية الجزائرية.