بعد قرار إلغاء الزيارة السنوية للغريبة في جربة، أكّد وزير السياحة والصناعات التقليدية محمد علي التومي، في رسالة يوم الثلاثاء 12 ماي 2020 أنّ بريق جزيرة الأحلام سيعود لها كواجهة سياحية فريدة بعد انقشاع أزمة كورونا.
وكتب التومي في رسالته ما يلي:
كان من المنتظر أن تشهد تونس، خلال هذه الأيام، إحياء الاحتفالات الرسمية لزيارة معبد “الغريبة” بجزيرة جربة وكان من المنتظر أن تستقبل الجزيرة بالمناسبة أكثر من 7 آلاف زائر خلال هذه الفترة. لكن، وبسبب الأزمة الصحية التي يعيشها العالم جراء تفشي وباء كورونا، تقرر إلغاء هذه الزيارة تطبيقا لمقتضيات الحجر الصحي وحفاظا على صحة وسلامة التونسيين وزوار الغريبة.
ونحن في وقت نقاوم فيه هذا الوباء الذي نسأل الله أن يرفعه عنّا، أود أن استغل هذه المناسبة، لأجدد تمنياتي بالشفاء العاجل للصديق روني الطرابلسي وزير السياحة والصناعات التقليدية الأسبق وهو الذي كان ولا يزال أحد أهم المشرفين على إحياء هذه الزيارة بدعم من السّلط المحلية والجهوية وكل الأطراف المعنية.
وكما هو معلوم، فإن نجاح مراسم زيارة الغريبة سنويا يعطي بوادر ومؤشرات ايجابية على نجاح الموسم السياحي في تونس بالنظر إلى الأعداد الهامة للزائرين سنويا، والذي يساهم في خلق حركية سياحية وتجارية هامة بجزيرة جربة ويساهم كذلك في انتعاشة عديد القطاعات خاصة الفنادق والنقل السياحي والصناعات التقليدية والتنشيط السياحي والمواد الاستهلاكية وغيرها من القطاعات.
زيارة الغريبة، هي حدث ديني وسياحي في الآن ذاته يستقطب الأنظار والاهتمام وطنيا وعالميا. كما أصبح هذا الحدث، خلال السنوات الأخيرة، يشهد إقبال عديد الزوار من ديانات مختلفة ومن عدة بلدان للمشاركة في هذه الزيارة وللإطلاع على أجواءها، وهو ما يبرهن على أن تونس، وكما كانت دوما، أرض تسامح وتعايش وتلاقح الحضارات والديانات وتقدم من خلالها رسالة سلام للعالم.
وبعد التحسن النسبي للوضع الصحي ببلادنا وبالنظر إلى المؤشرات الإيجابية التي تم تسجيلها في جزيرة جربة، سعينا إلى توفير كل الظروف لرفع العزلة عنها. وبفضل عزيمة أبناء الجزيرة وتكاتفهم، عادت الحياة مؤخرا إلى المنطقة لاعتبار المكانة التي تحظى بها ليس فقط على المستوى السياحي وإنما على المستويات الاجتماعية والاقتصادية وكذلك الحياتية لسكان الجزيرة ولزوارها.
جربة، جزيرة الأحلام، أرض النخيل والزياتين، سيعود لها بريقها كواجهة سياحية فريدة بعد انقشاع هذه الأزمة. الحياة ستعود طبيعية في جربة وعلينا أن نعمل جميعا على توفير كل الظروف المناسبة لاستعادة إشعاعها العالمي.
وتستعد جربة هذه الأيام إلى أن تخلّد اسمها ضمن التراث الإنساني حيث تطمح تونس إلى أن تضيف إلى قائمتها بسجلّ التراث العالمي جزيرة جربة باعتبارها الجزيرة الأكبر بشمال إفريقيا والأرض التي انصبغت على مرّ مئات السنين بحضارات عريقة مثل الأمازيغية والقرطاجنيّة والرومانيّة والعربيّة الإسلاميّة لتعكس بذلك فلسفة حياة تكوّنت على مرّ العصور وتجسدت في منازلها التقليدية القابعة في التاريخ، وفي مساجدها العامرة، ومعبد الغريبة وبكل ما تحويه من كنوز تراثيّة ماديّة ولاماديّة والذي حافظت عليه لقرون مديدة.
تصنيف جزيرة جربة كثالث أفضل وجهة سياحية في العالم سنة 2019، يعكس تميز هذه الجزيرة. فالسياح يأتونها بحثا عن الاسترخاء والترفيه وجمالية العيش فيها وكذلك بفضل مطارها الدولي ولما تزخر به من فنادق فخمة ذات جودة عالية في الخدمات وبنية سياحية متطورة وامتدادها على أكثر من 100 كلم من الشريط الساحلي، فضلا عن تواجد أكثر من 15 مركزا للمعالجة بمياه البحر تقدم خدمات استشفائية من طراز عال وأنشطة ترفيهية وثقافية وفنية، وزاد من جمالها ذلك الدفء وحرارة الاستقبال والعادات المميزة التي يجدها الزائرون عند “الجرابة”. كلها مقومات تساهم في الجذب السياحي وتجعل الزائر يستمتع بكل لحظة منذ أن تطأ قدماه أرض الجزيرة ليعيش الحلم الذي تمناه.