مساء أمس الأربعاء تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حديقة البيت الأبيض، مادحا مستوى الرعاية الصحية التي تلقاها في مستشفى والتر ريد العسكري الذي مكث فيه 3 ليالٍ إثر إصابته بالفيروس.
وامتدح ترامب كذلك مستوى الرعاية الصحية التي يتلقاها داخل البيت الأبيض، خاصة بعدما غادر الجناح السكني الخاص بالرئيس وعائلته، وقضى عدة ساعات في مكتبه البيضاوي بالجناح الغربي لممارسة بعض مهامه.
وإلى جانب ترامب ظهرت في البيت الأبيض قرابة 30 إصابة لعاملين ومستشارين ومسؤولين وصحفيين.
وأمام هذا الوضع يبدو منطقيا التساؤل عن الإمكانيات الطبية والصحية لأشهر مقر حكم في العالم.
وحدة طبية لا تنام
بعد قضاء الرئيس دونالد ترامب 4 أيام في مستشفى والتر ريد العسكري إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد وافق الأطباء على نقله لاستكمال العلاج في البيت الأبيض.
تتكون الوحدة الطبية في البيت الأبيض من حوالي 30 شخصا من الأطباء والممرضات والممرضين والموظفين الإداريين والفنيين المتخصصين، طبقا لما ذكره تقرير بثه موقع صوت أميركا.
شون كونلي هو الطبيب الشخصي للرئيس ترامب، ويترأس هذه الوحدة الطبية التي تعمل على مدار الساعة طوال الأسبوع.
ويقوم الفريق بتنظيم دوام العاملين في الوحدة الطبية، لضمان وجود أطباء وفريق تمريض طول الوقت في البيت الأبيض.
ويتراوح نطاق الرعاية التي توفرها الوحدة الطبية تدابير بسيطة، مثل الفحوص الروتينية وصرف الأدوية لتخفيف الصداع والآلام، إلى جانب الاستجابة للحالات الطارئة والأكثر خطورة.
وتركز الوحدة على تثبيت الحالات الخطرة كي يتسنى نقلها للمستشفيات القريبة من البيت الأبيض.
المستشفيات القريبة
ويعد المستشفى الجامعي “جورج واشنطن” هو الأقرب للبيت الأبيض، إذ يبعد عنه حوالي ميل واحد.
وخلال رئاسة جورج بوش الابن تكررت إصابة نائبه ديك تشيني بمشكلات في القلب، وكان ينقل على الفور إلى مستشفى جورج واشنطن، لتلقي المزيد من الرعاية غير المتوفرة في البيت الأبيض.
أما مستشفى جامعة جورجتاون التعليمي فيقع على مسافة 3 أميال من البيت الأبيض، في حين يبعد مستشفى والتر ريد العسكري 10 أميال عنه.
وقد تلقى الرئيس ترامب دواء ريمديسيفير المضاد للفيروسات، والذي أظهر تحسنا على الكثير من المرضى المصابين بفيروس كورونا، كما تلقى دواء ديكساميثازون، وجرعات إستيرويد، وكوكتيلا من الأجسام المضادة التجريبية التي لم توافق عليها بعد هيئة إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
ما يحتاجه الرئيس
وأعرب الدكتور كونلي عن ثقته في أن فريقه لن يفوت أي رعاية يمكن للرئيس أن يحصل عليها لو بقي في مركز والتر ريد العسكري.
وقال كونلي إنه لم تظهر خلال الساعات الـ24 الأخيرة أي من أعراض كورونا على الرئيس، واصفا حالته بالمستقرة.
وأضاف أنه لم يعان من ارتفاع الحرارة منذ أكثر من 4 أيام، ولم يحتج إلى أي أكسجين إضافي.
ويتوقع الفريق الطبي أن يستغرق علاج ترامب 10 أيام، قبل أن يتماثل للشفاء.
وتؤول لوحدة البيت الأبيض الطبية مسؤولية إجراء اختبارات فيروس كورونا اليومية للعاملين في البيت الأبيض والزوار والصحفيين.
ويتكون البيت الأبيض من 4 طوابق، منها واحد تحت الأرض، ويضم أكثر من 130 غرفة.
وتقع في الطابق الأرضي غرفة اختبار طبي صغيرة بجوار غرفة الخرائط، ويضم المبنى التنفيذي -وهو مقر أغلب مكاتب العاملين بالبيت الأبيض- عددا آخر من الغرف الطبية.
ومن بين الذين يتلقون الرعاية في الوحدة الطبية الرئيس وعائلته، ونائب الرئيس، وموظفو البيت الأبيض الذين يقدر عددهم بالمئات، وإذا لزم الأمر كبار الشخصيات الأجنبية والسياح الذين يزورون البيت الأبيض.
دور سياسي لطبيب الرئيس
وطبقا للتعديل الدستوري رقم 25، فإن مدير الوحدة الطبية بالبيت الأبيض هو المسؤول عن تقديم المشورة بشأن قدرة رئيس الولايات المتحدة على أداء صلاحيات وواجبات وظيفته، لكن القرار يبقى سياسيا في النهائية وليس طبيا فقط.
وتوفر القوانين الأميركية الرعاية الصحية المجانية للرئيس ونائبه وعائلتيهما، ويمكن لهم تلقي العلاج في المستشفيات العسكرية الأميركية في أي مكان حول العالم.
وبالإضافة إلى واجبات الرعاية الطبية المباشرة للرئيس، يضطلع مدير الوحدة الطبية بالإشراف الطبي على كل تحركات الرئيس داخل وخارج الولايات المتحدة.
الرعاية في الجو
ويشرف مدير الوحدة الطبية كذلك على تجهيز الطائرة الرئاسية “أير فورس وان” (Airforce One) التي تحتوي على جناح طبي كامل يتضمن غرفة عمليات وسريرين طبيين ومعدات الإنعاش الصناعية وصيدلية كاملة وكميات إضافية من الأكسجين.
وعندما يقرر الرئيس السفر إلى الخارج يسافر فريق طبي أولا وقبل وصوله، لتفقد المرافق الطبية اللازمة أثناء فترة الزيارة.
ودائما ما يرافق بعض أفراد الفرق الطبي موكب الرئيس أثناء تجوله وزياراته للولايات المختلفة.
وانتقد الكثير من المعلقين الجمهوريين اختيار ترامب العودة المبكرة إلى البيت الأبيض، ويخشون من سيناريو تدهور حالته الصحية واضطراره للعودة إلى المستشفى، وهو الأمر الذي من شأنه أن ينهي الانتخابات الرئاسية بصورة لا يريدونها.
المصدر : الجزيرة