تواصل التحقيقات الامنية في قضية مقتل عون حرس ومرافقه فجر امس اثناء تواجدهما في ضيعة بمنطقة زرمدين من ولاية المنستير اين تعرضا لعملية قتل بشعة هزت التونسيين.
وحسب المعلومات التي تحصلت عليها «الشروق» فان الجريمة التي ذهب ضحيتها عون الامن ومرافقه ليست ارهابية كما يروج لها بل هي تصفية حسابات ومسالة ثار بين الضحيتين والمجموعة التي نفذت الجريمة في ضيعة نائية بمنطقة زرمدين بولاية المنستير.
الضحيتين تعودا على التوجه بصفة يومية الى الضيعة من الساعة الخامسة الى الساعة التاسعة مساء كل يوم منذ ما يقارب ثلاث سنوات وهو ما سهل على المجموعة التي نفذت الجريمة تحديد مكان تواجدهما هناك ليقوموا فجر يوم امس على الساعة الخامسة و25 دقيقة بقتلهما والفرار من المكان وايهام الجميع بوجود عملية ارهابية.
كما اثبتت التحقيقات الامنية ان منفذ الجريمة ليس شخصا واحدا فقط بل مجموعة من الاشخاص وتوضح ذلك من خلال آثار الاحذية بمكان العملية هذا بالإضافة الى ان قتل الضحيتين تم في مكانين منفصلين حيث قتل الميكانيكي داخل غرفة في حين ان عون الامن تم التخلص منه في الغرفة المجاورة وهو ما يؤكد ان عدد المنفذين انقسموا الى 3 مجموعات.
من جهة اخرى علمت « الشروق» انه من بين اسباب قتل الضحيتين حسب المعلومات الاولية هي وجود قضية ثار بين الضحيتين وشخص ثالث استنجد بمجموعة من معارفه لتنفيذ جريمته البشعة كما ان القاتل الرئيسي ومخطط العملية على معرفة بضحيتيه وكان على اتصال بهما وحاول سابقا الاعتداء على مرافق الامني ومحاولة حرق مكان الجريمة قبل فترة قصيرة .
كما تبين ايضا بعد التحقيق ان اداة الجريمة المستعملة هي ساطور استعمله القتلة للتهشيم والقطع والتنكيل بجسدي وراسي الضحيتين وتم كمرحلة اولى التخلص من الميكانيكي الذي كان متواجدا في احدى الغرف ثم تم في مرحلة اخرى قتل عون الحرس من قبل مجموعة ثانية في حين كان هناك عناصر اخرى تراقب المكان.
وحسب المعطيات الاولية فان سبب الجريمة عملية ثار بين القاتلين والضحيتين كانت ابرز سبب في تأجيج الخلاف و ان الجريمة كانت وحشية بامتياز حيث قام المتهمون بتهشيم راسي ضحيتيهما ثم التنكيل بجثتيهما باستعمال ساطور حتى لا يتم التعرف عليهما.
كما قام المتهمون بحرق سيارة الميكانيكي ومحاولة حرق جثتي الضحيتين ولكن الوقت داهمها فقرروا الفرار قبل الكشف عن جريمتهم من قبل وحدات الامن بالجهة.
وعن امكانية ان تكون العملية ارهابية فان الامر مستبعد لان التحقيقات اثبتت الى حد الان انها قضية حق عام مضيفا انه رغم ما وصلت اليه التحقيقات فان كل الاحتمالات مازالت واردة ويتم التعامل معها بكل جدية من قبل المحققين في هذه القضية البشعة التي هزت الراي العام التونسي مساء امس.
كما تم العثور ايضا على اثار احذية في امكان منفصلة بالمنزل الذي شهد الجريمة البشعة وهو ما يؤكد ما وصل اليه المحققون ان منفذي العملية انقسموا الى مجموعات وتحركوا في نفس الوقت وكل منهم قام بمهمة وغادروا من الباب الرئيسي واستقلوا سيارتهم.