تحيي تونس يوم الثلاثاء 7 مارس 2017 الذكرى الأولى لملحمة بن قردان التي قضت خلالها الوحدات العسكرية والأمنية على 53 ارهابيا حاولوا استهداف مواقع عسكرية وأمنية بالمدينة.
كان الهجوم في فجر 7 مارس 2016, الذي استهدف ثكنة تابعة للجيش الوطني التونسي ومقر الحرس الوطني بقيادة مسلحين استغلوا مساعدة متعاونين معهم داخل المدينة . في بداية الهجوم قُتل ضابطين من الأمن مسؤولين عن مكافحة الإرهاب في منازلهم. بعد ذلك بدأ أفراد من المسلحين بالجولان في وسط المدينة معلنين بمكبرات الصوت أنهم تنظيم الدولة الإسلامية ويطلبون من السكان مساندتهم
بعد عدة ساعات من المواجهات والاشتباكات، تم القضاء على الإرهابيين، وبدأ الجنود والعسكريون بالتجول في شوارع المدينة طالبين من السكان البقاء في منازلهم وتوخي الحذر كما تم إغلاق المدارس والمؤسسات التربوية والإدارية مع إعلان حظر تجول ليلي.
و في ندوة صحفية لرئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الداخلية الهادي المجدوب ووزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني يوم 8 مارس 2016 صباحا، قال أن الهدف من هذا الهجوم هو إقامة إمارة إسلامية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة بنقردان، وقال من جهة أخرى أن المسلحين هاجموا ثكنة عسكرية للجيش الوطني ومقر الحرس الوطني ومقر الأمن الوطني والشرطة وذلك في نفس الوقت بطريقة منسقة.
إلى جانب قتل 55 مسلحا، اعتقلت القوات الأمنية 11 مسلحا. من جهة أخرى، تمكنت التشكيلات العسكرية والأمنية من حجز شاحنة تحتوي على أسلحة متنوعة ومتطورة.
واستشهد خلال العملية 18 شخصا بين مدنيين وعسكريين وأمنيين.
تميزت ملحمة بن قردان ببطولات الأهالي الذين هبّوا لمساندة الأمن والجيش، وكانوا حاضرين مهللين مع كل نهاية عملية محاصرة أو مطاردة . ورغم وجعهم وفقدانهم عددا من ذويهم الشهداء الذين سقطوا في هذه العملية إلا أن تصريحاتهم كانت مفعمة بحب تونس وبالدفاع عن رايتها كلفهم ذلك ما كلفهم حتى وإن كان على حساب قوت يومهم وسلامة ذويهم.
ولعل تصريحات والد أصغر شهيدة بالمنطقة “بلادي قبل أولادي ووطني قبل بطني” كانت بمثابة الدرس القاسي لعدد ممن أرادوا شرا بتونس ولمن يدعون الوطنية.
تصريحات الأهالي رافقتها صور جمعتهم بجنودنا وأمننا خلال العمليات.. صور خلّدت ووثّقت ملحمة حقيقيّة كان أبطالها أيضا مواطنون عزل يحملون الحجارة لحماية العون ومساندته ويستعملون سياراتهم لتمشيط المنطقة، ويطاردون إرهابيا مسلحا بأيادي فارغة متسلحين بالشجاعة والقوة وبحب الوطن لا غير.
.
الملحمة كشفت أيضا أسودا يحقّ لتونس أن تفخر ببسالتهم وباستماتتهم في الدفاع عن سيادتها وأرضها مثل العريف بطلائع الحرس الوطني البالغ من العمر 25 سنة الذي واصل القتال ببسالة إلى جانب رفاقه يوما كاملا متجاهلا إصابته برصاصتين غادرتين.