حمادي الجبالي: من الواجب الوطني أن أترشح لرئاسة البلاد في 2019

حمادي الجبالي

أعلن حمادي الجبالي، رئيس الحكومة السابق، في حوار للرأي الجديد الأربعاء 20 جوان 2018 نيّته التقدّم للانتخابات الرئاسية المقررة في 2019، ضمن ‘مبادرة سياسية وطنية’، على حدّ وصفه.

وقال الجبالي، أنّ ‘الواجب الوطني يقتضي أن أتقدم أنا وغيري للانتخابات الرئاسية سنة 2019 لإنقاذ البلاد’، على حدّ تعبيره.

ووجّه الأمين العام السابق لحركة النهضة، نداء ‘لمن يرى في نفسه هذا الواجب، بأن يجتمعوا على كلمة سواء، ويتقدموا إلى جبهة رئاسية، ويتفقوا على برنامج رئاسي جماعي ووفاقي، ملزم للجميع”، حسب قوله، محذّرا من ‘ترك المشهد فارغا’، تتقاذفه أحزاب وشخصيات “لم يعد لديها ما تقدّمه للتونسيين”، وفق تقديره.

معطيات عن المبادرة

وفي البهو الداخلي للمطار، حيث كان يستعدّ للسفر إلى الخارج، لإجراء اتصالات وحوارات مع تونسيين مقيمين في عدّة بلدان غربية، كشف حمادي الجبالي لـ ‘الرأي الجديد’، عن مضمون هذه المبادرة، التي تشتمل على نقطتين: الأولى، “وثيقة البرنامج الرئاسي المشترك”، بين الشخصيات المكوّنة لما يسميها “الجبهة الرئاسية”، والتي تستند على مضمون دستور البلاد، وتكون منحازة إلى “قضايا الحريات، والسلم المجتمعي، ومأسسة العملية الديمقراطية، وحماية السيادة الوطنية، والانتصار للقضايا الحقوقية وللمظلومين، ولتأسيس علاقات دبلوماسية، تقوم على سيادة القرار الوطني، ورفض التدخل الأجنبي في مقدراتنا وفي مستقبل أجيالنا”، وفق تعبيره.

فيما تتمثل النقطة الثانية، في خضوع مرشحي “الجبهة الرئاسية” لعملية “فرز انتخابي”، تقوم به إحدى مؤسسات سبر الآراء في دورتين، يتمخض عنها، مرشح وحيد، تلتفّ حوله جميع مكونات “الجبهة”، وفق “البرنامج الرئاسي المشترك”.
وحول ما إذا كانت هذه المبادرة تغازل بعض مرشحي الأحزاب، أم تستهدف الشخصيات المستقلة، قال الجبالي الذي صعد لرئاسة الحكومة، في أول انتخابات عرفتها البلاد بعد الثورة التونسية (أكتوبر 2011)، أنّ المبادرة تتوجه إلى الراغبين “في تغيير حقيقي في البلاد”، ضمن “جبهة مرشحين للرئاسة، وليست جبهة أحزاب”، على حدّ وصفه.

لكنّه لم يستثن الأحزاب، مشترطا قبولها بعناصر المبادرة، وبأجندة “الجبهة الرئاسية”، مشيرا إلى أنّ “المبادرة ليست ناد مفتوح للترشح، إنما لها رؤيتها ومحدداتها التي ستضعها المجموعة بشكل توافقي”، حسب قوله.

لا… لزعامة المبادرة

ونفى الجبالي، أن تكون له نوايا لــ “زعامة هذه الجبهة”، قائلا: “لا أرغب في الزعامة التي عانت منها نخبتنا كثيرا، حتى أدّى الأمر إلى التشتت والانقسام.. أنا جزء من الجبهة.. وسأدعو الجميع إلى كثير من التواضع، لتقديم مرشح واحد، من أجل التأسيس للمستقبل”، مضيفا “أنا أضع نفسي مع من سيختاره سبر الآراء، بلا قيد أو شرط، وسألتزم بهذا الاتفاق”.

وأشار رئيس الحكومة الأسبق، إلى أنّ هذه المبادرة موجهة إلى ‘كل غيور على البلاد’، خاصة من المناضلين زمن الاستبداد، ومن جيل الثورة التونسية، ومن كفاءات البلاد بجميع انتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، قائلا في هذا السياق: “نحتاج في هذه المرحلة إلى رئيس موحد للجميع”، مبرزا أنّ الرئاسيات القادمة، “ستكون نقطة لبداية إصلاح الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد، في ضوء اهتراء منظومة الأحزاب الراهنة”، حسب تأكيده.

وشدد حمادي الجبالي، على أنّ ‘تونس ولاّدة’، وأنّ ‘البدائل متوفرة، ولن يتوقف الأمر عند شخص أو حزب بعينه”، كما يحاول البعض أن يرسخ في أذهان التونسيين.

أسماء بارزة

وحرص الجبالي، على التكتّم على الشخصيات التي أجرى معها اتصالات، أو فاوضها حول هذه المبادرة، لكنّ مصادر موثوقة، كشفت لــ “الرأي الجديد”، أنّ حمادي الجبالي، أجرى مباحثات رسمية مع مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، والأمين العام السابق لحزب “التكتل من أجل العمل والحريات”، والمنصف المرزوقي، الرئيس السابق، ومؤسس “حراك الإرادة”، ومحمد عبّو، الرئيس المؤسس لحزب “التيار الديمقراطي”، ولطفي المرايحي، الأمين العام لحزب “الاتحاد الشعبي الجمهوري”، بالإضافة إلى قيس سعيّد، أستاذ القانون الدستوري، إلى جانب شخصيات أخرى، لم تفصح عنها مصادرنا.

الترشح المنفرد… ممكن

وردّا على سؤال حول ما إذا كان الجبالي، سيتقدّم منفردا للانتخابات الرئاسية، إذا ما فشلت المبادرة، قال رئيس الحكومة السابق: “إذا لم تنجح سأحمّل الجميع المسؤولية، وسأترشح بمفردي”، لكنّه استبعد هذا الخيار، لأنّ الأطراف التي تحدّث إليها، “أبدت اهتماما مهما بالمبادرة”، حسب قوله.

عن راديو RM FM

شاهد أيضاً

بيع “أغلى موزة في العالم”

تمّ بيع “أغلى موزة في العالم”، أمس الأربعاء، في دار سوذبيز للمزادات في نيويورك، بمبلغ …