يُعتبر الشاي من أكثر المشروبات استهلاكا في العالم. فهو مشروب يعزز من صفاء الذهن ويهدئ الأعصاب، وغالبا ما يُرافق وجبات الطعام أو لحظات الاسترخاء. لكن خلف هذا الفنجان البسيط، تختبئ حقائق قد تضر بصحتك إذا لم تكن على دراية بها.
تشير دراسة علمية نُشرت في ديسمبر 2024 إلى أن أكياس الشاي تحتوي على مليارات من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة (الميكروبلاستيك)، والتي تتسرب إلى المشروب عند وضع الكيس في الماء الساخن.
وهذه الجزيئات ليست مجرد ملوثات عادية، بل يمكن أن تتسلل إلى خلايا الجسم وتسبب تغييرات جينية خطيرة، بالإضافة إلى تأثيرها على المخات الأمعائية، التي تعتبر مسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية الضرورية.
الجزيئات البلاستيكية قد تؤثر على صحة الجهاز الهضمي بشكل ملحوظ، مما يعطل التوازن الطبيعي للأنزيمات والميكروبات المفيدة في الأمعاء. هذه التأثيرات تراكمية، أي أنها قد لا تظهر بسرعة لكنها تزداد سوءًا مع مرور الوقت.
مع تصاعد المخاوف من البلاستيك، يتجه البعض إلى أكياس الشاي التي تحمل علامة “عضوية” باعتبارها الخيار الصحي. لكن خبيرة التغذية هلا أبو طه تحذر من الاعتقاد الخاطئ بأن هذه المنتجات خالية من المخاطر، قائلة: “حتى الأكياس العضوية قد تحتوي على مبيدات حشرية أو مواد بلاستيكية دقيقة. ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا هو أنه حتى كلمة ‘عضوي’ لا تعني دائمًا سلامة كاملة”.
لهذا السبب، تدعو أبو طه إلى اختيار الشاي غير المعبأ في أكياس، حيث تقول: “استخدام الشاي السائب (المفكك) هو الخيار الأفضل. فهو يخلو من البلاستيك وغالبًا ما يكون أقل تعرضًا للمعالجة الصناعية”.
حلول عملية لتجنب المخاطر
إذا كنت من عشاق الشاي وترغب في الحفاظ على صحتك، يمكنك اتخاذ خطوات بسيطة لتجنب التعرض لجزيئات البلاستيك:
- استخدام الشاي السائب: استبدل أكياس الشاي بالشاي المفكك، وقم بتحضيره باستخدام مصفاة الشاي المعدنية أو السيراميك.
- الابتعاد عن الماء المغلي تماما: تجنب نقع أكياس الشاي البلاستيكية في ماء شديد الحرارة، حيث يؤدي ذلك إلى تسرب أكبر للجزيئات البلاستيكية.
- قراءة المكونات بعناية: ابحث عن أكياس الشاي المصنوعة من الورق أو القماش الطبيعي، مع الابتعاد عن الأنواع المغلفة بالبلاستيك.
- الاعتدال في الاستهلاك: تذكر أن الإفراط في تناول الشاي، مهما كان نوعه، قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل زيادة الكافيين في الجسم.
(سكاي نيوز عربية)