اختتمت رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان، امس الاثنين بمدينة العلوم بتونس، أشغال الندوة التي انعقدت تحت شعار “الجامعة المجددة وريادة الأعمال في خدمة اقتصاد المعرفة والتجديد”.
واعتبرت رئيسة الحكومة، في كلمة ألقتها بالمناسبة، أن التجديد هو محرك للتنمية الاقتصادية والادماج الاجتماعي بالنظر إلى أنه يساهِم في خلق الثروة وتحقيق القيمة المُضافة وتوفير مواطن الشُغل وتقليص الفوارق التنمَوية بين الجهات وهو ما يقتضي، وفق تعبيرها اكتساب الشباب للمعارف في هذا المجال بالتكوين والتعليم في مجال القطاعات المُجددة والحديثة.
وأشارت إلى الدور المحوري للجامعة التونسية باعتبارها قادرَة على المرور من مؤسسة تقتصر على انتاج البحوث إلى مؤسسة تنتج القيمَة ومنفتحة على محيطها الاقتصادي والاجتماعي حتى تصبح الفاعل الرئيسي في معالجة الاشكاليات واقتراح الحلول المجددة والمبتكرة. وأبرزت رئيسة الحكومة أن تونس اليوم مدعوة للاستشراف في مهن الغد بوضع البرامج التكوينية الأنسب لشبابها ومنحهم الوسائل والفرص ليكونوا فاعلين أساسيين في التغيير والتكيف خصوصا في ظل التغيرات المناخية وما يقتضيه ذلك من البحث عن حلول لتحسين التصرف في المياه والثروات الطبيعية والتشجيع على الزراعة المستدامة واقتراح نماذج للاقتصاد الدائري بما يحقق الأمن الغذائي والطاقي والمائي. وأضافت أن الحكومة تسعى إلى وضع أُسس سليمة لتحقيق الأهداف المرسومة حيث أقرّت عديد الآليات على غرار الشركات الأهلية والاقتصاد التضامني والاجتماعي والتمكين الاقتصادي والمبادر الذاتي، كما تعمل على تحسين آليات التّمويل والمرافقة المخصصة للشركات المتوسطة والصغرى ومتناهية الصغر.
ودعت رئيسة الحكومة الجامعات لدعم الطالِب المُبادر ودعم البرامج النّافذة لتثمين نتائج البحوث ونتائج مشاريع التخرج لجعل الجامعات حاضنات للأفكار القادرة على الانتقال والتحول إلى مؤسسات ناشئة معتبرة أن هناك عديد الشركات الناشئة الّتي فرضت نفسها بتألقها على المستوى الوطني وحتى على المستوى العالمي.
وذكّرت بأن تونس اقترحت، بمناسبة مؤتمر تيكاد 8، إحداث مركز إفريقي للتميز في الطاقات المتجددة في تطاوين وهو قطب للتعليم والتكوين في مجال الطاقات المتجددة يتضمن أقساما للبحث والتطوير والاختبار والتجارب وكذلك حقل نموذجي لإنتاج الطاقة المتجددة مشيرة إلى أن هذه المقترحات لاقت القبول من طرف البنك الدولي وأن المشروع اليوم في مرحلة القيام بدراسات الجدوى.
وأوضحت بودن، في ذات السياق، أن الحكومة سجلت تقدما في اعداد مشروع تنقيح مجلة الصَّرف ومشروع القانون التّوجيهي لإقتصاد المعرفة كما تم وضع أحكام لتشجيع تمويل مصاريف البحث والتطوير المبْذولة في مجال الاقتصاد الأخضر والأزرق والدائري والتنمية المستَدامة في قانون المالية لعام 2023 باعتبار أهميتها في التصَدي للتَّغيرات المناخيّة وتحقيق الانتقال الطاقي.
واعتبرت أن هذه المجهودات تؤكد وعي الحكومة بأن التعاون بين البحث العلمي والمؤسسة هو وسيلة لتوجيه أنشطة البحث والتطوير نحو احتياجات سوق الشغل وعالم الاعمال ولإنشاء ديناميكية على مستوى الجامعة.
وزارت رئيسة الحكومة معرضا أقيم بمدينة العلوم، اطلعت من خلاله على تجارب ناجحة لمؤسّسات ناشئة ولمشاريع مجدّدة أطلقها خريجو عدد من الجامعات
كما استمعت إلى مشاغل هؤلاء الباعثين وسبل تذليل العوائق التي تحول دون اندماج هذه المؤسسات في السوق الوطنية في مرحلة أولى وتوجهها نحو السوق الخارجية في مرحلة ثانية.
وقد حضر اختتام أشغال الندوة كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي منصف بوكثير ووزير تكنولوجيات الاتصال نزار بن ناجي ووزير الصحة علي مرابط ووزيرة البيئة ليلى الشيخاوي المهداوي إلى جانب مشاركة عدد من رؤساء الجامعات وسفراء الدول الشقيقة والصديقة لدى تونس.