أعطت رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، رفقة وزير الفلاحة والصيد البحري ،محمود إلياس حمزة، إشارة انطلاق موسم الحصاد بإحدى الضيعات الفلاحية بمنطقة الرملية من معتمدية سليانة الجنوبية.
وثمنت رئيسة الحكومة مجهودات العاملين في القطاع الفلاحي لتطوير الانتاج الوطني وتحقيق الأمن الغذائي رغم التحديات الكبرى، التي يواجهها القطاع من تغيّرات مناخية وانعكاسات الجائحة الصحيّة والصراع الروسي الأوكراني، التّي تعميق الأزمة الغذائية على المستوى العالمي بالترفيع في الأسعار وتزايد الطلب على الموّاد الأولية.
ودعت بودن الجميع إلى مزيد بذل الجهد واليقظة لمزيد إنجاح موسم الزراعات الكبرى والعمل على المحافظة على الصابة وتجميعها في أفضل الظروف والمحافظة على جودة المحصول حفاظا على الأمن الغذائي.
وذكرت أن الحكومة عملت منذ بداية الموسم الفلاحي 2021 / 2022، رغم تأخر الأمطار الخريفية وغلاء جل مستلزمات الإنتاج، على التخطيط للتوسّع في الزراعات وتوفير كل مستلزمات الانتاج من بذور ممتازة وأسمدة وذلك عبر الترفيع في سعر قبول الحبوب والترفيع من كميّات التزوّد بالأسمدة.
وكشفت رئيسة الحكومة أن تقديرات الإنتاج لهذا الموسم بلغت حدود 18 مليون قنطار، مقابل حوالي 16 مليون قنطار في الموسم المنقضي، بتظافر كل الجهود لافتة إلى أن الحكومة عملت أيضا على حسن الإستعداد لموسم الحصاد عبر برنامج متكامل يرتكز أساسا على التوقي من الحرائق من خلال مسح حواشي الطرقات بتظافر جهود وزارتي التجهيز والإسكان والفلاحة فضلا عن تجهيز آلات الحصاد بمعدّات الإطفاء الأوّلية.
وبيّنت أن الوزارة عملت على ملازمة اليقظة وتشديد المراقبة من قبل جميع المصالح الجهوية والجاهزية القصوى لفرق التدخل حيث تم إتخاذ كل الإجراءات للتقليص من نسبة الضياع خلال في جميع المراحل من الحقل والنقل والتجميع والتسليم السريع إلى جانب العمل على تعديل أكبر عدد من آلات الحصاد من خلال تعبئة كل التقنيين والأخصائيين لتكوين السائقين وتحسيسهم بأهميّة التعديل للتقليص من نسبة ضياع الحبوب.
وقالت بودن إنه تم العمل على المصادقة على مراكز التجميع ومراقبتها حتى تستجيب لشروط المحافظة على الجودة للتقليص من الضياع.
وذكرت أن من بين الإستعدادات، حث المنتجين على تسليم منتوجهم إلى مراكز التجميع وتشديد المراقبة على التجميع العشوائي مضيفة أنه تم التركيز على تمويل الشركات التعاونية المركزية من قبل ديوان الحبوب لضمان حسن التجميع والنقل في أحسن الظروف. وأشارت إلى تكوين فرق يقظة ومتابعة على المستوى الجهوي بكل الولايات لمتابعة عمليّات الحصاد والنقل والتجميع.
ولمعاضدة مجهودات المنتجين وكل الفاعلين في قطاع الحبوب وتحفيزهم لكسب التحدي المتمثل في تجميع أكثر ما يمكن من الحبوب خلال هذا الموسم وتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب إبتداء من الموسم المقبل معتبرة ذلك أنه ليس بالمستحيل على التونسيين والبلاد التونسية عبر التوسع في مساحات الزراعات الكبرى وتحسين المردودية عملت الحكومة على الزيادة في في أسعار الحبوب بصفة ملحوظة لتشجيع المنتجين وكل المتدخلين في القطاع على الإنخراط ضمن هذا البرنامج.
ولفتت بودن إلى شروع الحكومة في ضبط الإستعدادات بصفة مبكرة لتوفير كل مستلزمات الانتاج وفي الأوقات المناسبة وقد تم توفير حوالي 450 ألف قنطار من البذور الممتازة وتم الإستعداد لذلك مع الشركات الخاصة وإحكام تنظيم عملية المراقبة وتأهيل مخابر التحاليل وتوفير العنصر البشري لذلك فضلا عن توفير الأسمدة الكيميائية بالكميات الكافية وفي أوانها وتدعيم الإرشاد الفلاحي بالعناصر البشرية والمواد اللوجستية وتفرغ المرشدين للإرشاد والعمل الميداني.
وكشف تقرير لوزارة الفلاحة، مساهمة ولايات الشمال بنسبة 91 بالمائة من الإنتاج الوطني من الحبوب في ما تقدر حصّة المساحات المروية، المقدرة ب66 ألف هك، بإنتاج 2،3 مليون قنطار أي ما يعادل 13 بالمائة من مجمل الإنتاج الوطني من الحبوب.