قال محمد عالم ياسين، رئيس المركز الروهينغي العالمي، إن مسلمي آراكان لا يرغبون بالاستقلال أو الانفصال عن دولة ميانمار، بل العودة إلى الوطن والتمتع بكامل حقوق المواطنة.جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع “ياسين” في تونس، التي وصلها 9 فيفري لعقد لقاءات مع عدة مؤسسات إغاثية وحقوقية، والتعريف بقضية الروهنغيا.
ويوضح ياسين: “لا نريد إلا السلام والعيش في بلدنا في أمان، والتمتع بكامل حقوق المواطنة”.
وتعتبر حكومة ميانمار، أقلية الروهنغيا المسلمة في إقليم أراكان (راخين) “مهاجرين غير نظاميين” قادمين من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ”الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم”.
** تونس بلد الحقوق
وعن زيارته لتونس، يقول ياسين، إنهم جاؤوا إلى تونس للتعريف بقضيتهم ولحشد الدعم “لما يتمتع به هذا البلد من حرية، فهو بلد الثورة والديمقراطية وحقوق الإنسان”.
ويتابع: “أجرينا زيارة للبرلمان التونسي، واجتمعنا مع كتل سياسية عديدة، وفي مقدمتها حركة النهضة، ونداء تونس (..) وكل الأحزاب تعاطفت مع قضيتنا”.
ويشير أن تونس تضم مجموعة من المؤسسات الحقوقية القوية جدّا، “ما يدفعنا للسعي بشتى الوسائل لإيصال أصواتنا عبرها”.
** دور تركي كبير
كما تحدث ياسين خلال المقابلة عن الدور المهم الذي تؤديه تركيا على المستويين الحكومي والإغاثي تجاه قضية الروهنغيا.
ويوضح بهذا الشأن: “المسؤولون الأتراك هم أول ممثلين أجانب تطأ أقدامهم أرضنا في مسعى لمواساة شعبنا، وتسليط الضوء على أوضاع مسلمي أراكان”.
ويُذكر أن رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، كان أول مسؤول دولي يزور أراكان عام 2012، برفقة أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي.
ويضيف أنه “كان لتلك الزيارة صدى هاما في العالم، وكانت بمثابة دافع معنوي كبير للروهنغيا، حينها شعرنا أن هناك دولا تقف معنا”.
كما زارت أمينة أردوغان في سبتمبر 2017 مخيمات لاجئي مسلمي أراكان في بنغلاديش.
ويشير ياسين للفعاليات والجهود التي تقوم بها الجمعيات التركية حتى اليوم سواء على أرض أراكان، أو في مخيمات النازحين في بنغلاديش.
ويلفت إلى أن “وفود الجمعيات الإغاثية التركية معنا باستمرار، وفي مقدمتها الهلال الأحمر التركي، وهيئة الإغاثة التركية İHH، وقدمت لنا الدعم اللوجيستي اللازم”.
ويضيف: “تركيا أيضا هي الدولة الوحيدة التي سمحت بانشاء جمعية أراكانية خاصة مقرها إسطنبول”.
** دول عربية تقف معنا
وفي سياق متصل، يشير ياسين إلى جهود كبيرة تبذلها منظمة التعاون الإسلامي في مجلس الأمن الدولي بدعم من دول عربية وإسلامية.
ويتابع: “السعودية والكويت أيضا لهما وقفة قوية، خاصة في المسار الإغاثي، بالإضافة إلى الإمارات، وقطر، والبحرين، وعمان، فضلا عن الدول المغاربية”.
ويلفت ياسين إلى الدور الإيجابي الذّي قام به مندوب الكويت في الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، عندما بادر بمجلس الأمن في 2018 باعتبار ما تتعرض الروهنغيا له تطهيرا عرقيا.
** صمت الجيران والمصالح الاقتصادية
وعن صمت بعض الدول إزاء قضية الروهنغيا، يعتبر ياسين أن “السّبب وراء ذلك هو رغبة تلك الدول في حماية مصالحها الاقتصادية، ما يدفعها لغض الطرف عن ما يحدث بحق مسلمي أراكان”.
ويبيّن أن بعض الدول مثل الصين والهند لهما مصالح كبيرة في ميانمار، “وهذا يبرر سبب تردي مستوى دفاعهم عن قضيتنا”.
** مصير 5 ملايين روهنغي
وحسب رئيس المركز الروهينغي، يضم إقليم أراكان 5 ملايين مواطنا، هُجّر معظمهم وانتشروا في 56 دولة، فيما بقي 500 ألف فقط داخل البلاد.
وعن أبرز دول المهجر المشار إليها، يوضح “ياسين” أن قرابة مليون ونصف يعيشون في بنغلاديش، و400 ألفا في باكستان، و250 ألفا في السعودية، و120 ألفا في ماليزيا.
ويشير أن “هؤلاء لا يحملون وثائق سفر ولا يتمكنون من التنقل سواء لإكمال تعليمهم أو لتلقي العلاج، وهذا يمثل أهم التحديات التي نسعى لحلها حاليا عبر الأمم المتحدة أو أية دولة أخرى”.
وفي ختام المقابلة، طالب ياسين جميع دول العالم الحر خاصة العربية والإسلامية منها بالوقوف مع قضية الروهنغيا وانصافها، حتى حصول مسلمي أراكان على حقوقهم المشروعة مثل التي ينعم بها كل مواطن في بلده”.
ومنذ أوت 2017، أسفرت جرائم تستهدف أقلية الروهنغيا المسلمين في أراكان، من قبل جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، عن مقتل آلاف الروهنغيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة؛ فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى الجارة بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
* الأناضول