ارتفع سعر برميل النفط الخام أمس الثلاثاء، إلى أعلى مستوى له منذ سبع سنوات ليبلغ مستوى 86،71 دولار وهو أعلى سعر منذ شهر سبتمبر سنة 2014. وأوضح المختص في المجال الإقتصادي، فتحي النوري، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن تواصل ارتفاع سعر النفط يعزى لأسباب إقتصادية وجيوسياسية، فضلا عن الأسباب المناخية الموسمية في ظل زيادة الطلب على وقود التدفئة في أوروبا.
وأضاف النوري في السياق ذاته، ان ارتفاع الطلب الحالي يأتي، أيضا، نتيجة الإضطرابات والتوترات، التي تشهدها عدد من الدول المنتجة للنفط على غرار كازاخستان إلى جانب توقف الإنتاج في ليبيا الأسبوع المنقضي، وكذلك التدافع الجيوسياسي في منطقة الخليج إثر الأحداث المستجدة في الامارات، والمتمثلة في هجمات يشتبه أنّها تمّت بواسطة طائرات مسيّرة أسفرت عن انفجار 3 شاحنات لنقل المحروقات.
ويتمثل العامل الثالث المؤدي إلى ارتفاع سعر النفط في ضعف استثمارات الاستكشاف والبحث والتنقيب على النفط خلال السنوات الأخيرة.
انعكاسات ارتفاع سعر النفط على تونس
وبخصوص انعكاسات هذا الوضع على تونس، قال النوري، ” إذا بلغ سعر البرميل حدود 90 دولارا خلال 3 أو 4 أشهر القادمة، وبإعتبار أن تونس بلد مستورد للطاقة فإن فاتورة الطاقة سوف تكون باهظة، ناهيك وأن الميزان الجاري الطاقي يمثل خلال السنوات الأخيرة، مابين 35 و40 بالمائة من العجز الجاري العام وهو ما من شأنه أن يؤثر على سعر الصرف وبالتالي على الموجودات من العملة الصعبة .
ولفت الى أن الأمر سيصبح أكثر حدة في صورة عدم تحصل تونس على موارد مالية من الخارج وعدم تحسن الاستثمارالخارجي، وفق تحليله.
ولفت النوري، في السياق ذاته، إلى تأثير ذلك على ميزانية الدولة وعلى أسعار المحروقات في تونس، متوقعا زيادة حجم الدعم في هذا المجال، الذي من شأنه أن ينهك ميزانية الدولة.