فلسطينيون ينظمون “إفطار النكبة” بقرية هجروا منها عام 48

افطار النكبة

تناول عشرات الفلسطينيين إفطارا رمضانيا لأول مرة على ساحل قرية الطنطورة الفلسطينية التي هجروا منها عام 1948 وأصبحت الآن جزءا من الأراضي المحتلة.

بدأ حفل الإفطار بمسيرة رمزية أحيوا خلالها ذكرى مذبحة الطنطورة التي ارتكبتها عصابات الهجانة الصهيونية عام 1948 ضد قرويين فلسطينيين أُجبروا على الخروج من القرية، وسار المشاركون في الاحتفال خلف فرقة موسيقية وهم يلوحون بالعلم الفلسطيني بينما يشاهدهم إسرائيليون على الشاطئ.

وقال أحمد الطيبي النائب العربي في الكنيست الصهيوني “الكل يعرف تفاصيل مجزرة الطنطورة والفظاعة والوحشية والدموية التي حدثت بها. هناك من أراد تشويه التاريخ ومحو الذاكرة، نحن هنا مع هذه الشريحة من الشباب أيضاً وهذا هو المهم، العائلات تأتي هنا بصحبة أولادها كي لا تغيب الذاكرة ولكي نعود ونؤكد إنه إحنا أصحاب البلد.

ووُثقت الأحداث التي شهدتها قرية الطنطورة في أطروحة علمية (رسالة ماجستير) للباحث الإسرائيلي تيودور كاتز في جامعة حيفا في 1998.. وقال الباحث إن قوات الهجانة الاسرائيلية قتلت نحو 240 فلسطينيا، وأثارت الأطروحة جدلا وانتقدها مؤرخون إسرائيليون وعلقت جامعة حيفا في نهاية المطاف الدرجة العلمية الممنوحة لكاتز.

وينتمي المشاركون في حفل الإفطار لأجيال مختلفة، وكان بينهم أناس شهدوا عملية نزوح الفلسطينيين عام 1948 وآخرون لم يشهدوها، ومن بين من شهدوا عملية التهجير من الطنطورة مُسن يدعى مصطفى سليمان مصري الذي يعيش حاليا على مقربة من القرية، والذي يؤكد أن الذكرى تؤلمه وهو يقف متذكرا أهله وجيرانه وبلدته التي خرج منها وأهلها الذين قتلوا على يد عصابات الهجانة.

وأوضح جهاد أبو ريا أحد منسقي المسيرة أن الفلسطينيين يحتفلون بذكرى النكبة في الطنطورة منذ أربع سنوات، وهذه أول مرة تتزامن مع شهر رمضان.

وقال أبو ريا “في مثل هذا العام وقعت ذكرى المجزرة في رمضان ولذلك أقمنا إفطاراً رمضانياً لنعيد الحياة إلى البلدة، هنا ترى المئات والآلاف من الناس يفطرون في رمضان بعد سماع الأذان، فهي نوع من أنواع ممارسة العودة إلى البلاد المهجرة، هي إعادة الحياة إلى البلدة المهجرة، لذلك نحن سعيدين أن هذه البلدة تعيد الحياة إلى أبنائها وأبناؤها يعودوا إليها”.

وبينما فرّ كثير من الفلسطينيين أو أُجبروا على ترك بيوتهم، لينتهي بهم الأمر للإقامة كلاجئين في الأردن ولبنان وسوريا إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، لا يزال كثيرون آخرون في إسرائيل.

ويُشار إلى ذرية هؤلاء حاليا بأنهم “عرب 48” ، ويشكلون نحو 20 % من سكان إسرائيل الذين يقدر عددهم بنحو ثمانية ملايين نسمة.

ويحيي الفلسطينيون عادة ذكرى النكبة في شهر ماي من كل عام، وقد نظموا هذا العام سلسلة احتجاجات منذ 30 مارس تحت عنوان “مسيرة العودة الكبرى” على حدود قطاع غزة مع إسرائيل من أجل الضغط لمنحهم حق العودة لبيوت أسلافهم فيما يعرف الآن بإسرائيل.

وقتل أكثر من 116 فلسطينيا في الاحتجاجات التي نُظمت على السياج الحدودي بطول 65 كيلو مترا بين غزة وإسرائيل. ولم ترد أنباء عن مقتل أو إصابة أي إسرائيليين.

المصدر :رويترز

عن راديو RM FM

شاهد أيضاً

بيع “أغلى موزة في العالم”

تمّ بيع “أغلى موزة في العالم”، أمس الأربعاء، في دار سوذبيز للمزادات في نيويورك، بمبلغ …