قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أوضاع حقوق الإنسان في مصر ازدادت سوءا منذ أكتوبر 2017 حين زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باريس.
وأضاف ماكرون -في تصريحات للصحفيين على هامش زيارته للقاهرة- أن حقوق الإنسان في مصر يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها في وضع أسوأ مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال إن حملة الاعتقالات في مصر لا تقتصر فقط على معارضين سياسيين، بل تشمل أيضا معارضين يشكلون جزءا من الوسط الديمقراطي التقليدي ولا يشكلون تهديدا للنظام.
وأكد أنه سيبحث أوضاع حقوق الإنسان “بصراحة أكبر” مع نظيره المصري، مشيرا إلى أنه سيجري بعيدا عن الإعلام “محادثات مغلقة” مع السيسي حول “حالات فردية” لمعارضين أو لشخصيات مسجونة.
وقال ماكرون “سأتحدث بطريقة أكثر صراحة وأكثر وضوحا لأنني أعتقد أن ذلك يصب في مصلحة الرئيس السيسي والاستقرار في مصر”، معتبرا أن النظام المصري لديه “ملامح تسلطية نسبيا يعتبرها قادته ضرورية لتجنب زعزعة الاستقرار، خاصة من جانب الإخوان المسلمين أو جهات معارضة في الداخل؛ أنا أعي ذلك، وأحترمه”.
وتابع بالقول إن “قطع كل أشكال التعاون من أجل هذه الأسباب سيسرع أكثر تقرب مصر من روسيا أو من قوى أخرى تتمنى حصول ذلك”.
وأضاف “حاليا، ليس المعارضون السياسيون وحدهم في السجون، بل هناك معارضون في المعترك الديمقراطي التقليدي ممن لا يشكلون تهديدا لاستقرار النظام. إنهم صحافيون، وشواذ جنسيا من النساء والرجال ممن لديهم قناعات يبدو لي أنها لا تشكل أي تهديد للنظام”.
وأردف الرئيس الفرنسي أن طريقة الحكم هذه يعتبرها المجتمع المدني المصري “أكثر قساوة من نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك”، الذي تنحى في 2011 عقب ثورة 25 يناير/ جانفي.
وشد ماكرون على أهمية “الاستقرار واحترام السيادة”، لكنه أضاف أن “ما يحصل هنا يهدد على المدى الطويل الاستقرار في مصر”.
كما أشار إلى أنه سيبحث مع نظيره المصري قضية المدرس الفرنسي إريك لانغ الذي قضى بعدما ضرب بعنف في 13 سبتمبر 2013 عندما كان معتقلا لمدة أسبوع في مركز للشرطة في القاهرة، حيث قال الرئيس الفرنسي “يجب تحقيق تقدم”، مضيفا أن عائلة لانغ تطالب بظهور “الحقيقة” في هذه القضية.