توجه مبلّغون عن الفساد برسالة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد بمراسلة تحدثوا فيها عن معاناتهم بعد تبليغهم عن فساد مالي وإداري وصلت حد تشريدهم وتهديد أبنائهم وطرحها فيها عددا من المطالب التي تنصفهم ويحميهم.
وطالبوا “بالإرجاع الفوري لكل المعزولين عن عملهم نتيجة تبليغهم عن الفساد المالي والإداري وتسوية وضعيتهم المعنوية والمالية و المهنية في إطار عدالة إستثنائية ضمن إجراء إستثنائي للقطع مع تلاع بالقضاء و إستغلال النفوذ و السلطة” وإعادة النظر في كل الملفات الموجودة في رفوف الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد و متابعتها باستدعاء المبلغين عنها.
كما طلبو “جلسة لقاء واستماع لمقترحات المبلغين عن الفساد حول آليات جدية و عملية لمكافحة هذه الظاهرة إلى جانب إعادة فتح الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتعيين وطنيين يشهد لهم بالاستقلالية والحياد والموضوعية مع تنقيح التراتيب المنظمة لها لتكون لها آليات أخرى للرقابة و التقصي.”
وقال باعثو الرسالة وهم حاتم البجاوي وعماد الزواوي وهالة البشطبجي وهناء عياد ومحمد بوفايد، “لم نعد نحصي عدد المراسلات لسيادتكم(رئيس الجمهورية) أو لمختلف الوزارات، سنوات من معاناة المبلغين عن الفساد المالي و الإداري فعوض تكريمهم يهانون منذ سنوات وعوض الإشادة بهم لم نسمع سوى جمل وعبارات لغوية بعيدة كل البعد عن التفعيل الفعلي لحماية المبلغين والمحاسبة الفعلية للفاسدين، سنوات من المعاناة كابدها المعزولين عن العمل نتيجة تبليغهم عن الفساد عانوا فيها قلة ذات اليد، دمرت عائلات وشردت و إنتقلت المعاناة إلى أبنائنا”.
وأضافوا “ذنبنا أننا أردنا أن نحمي بلادنا من عصابة مفسدين ينخرون كل أجهزة الدولة فكانت النتيجة لنا التنكيل و كانت النتيجة لهم الإرتقاء المهني والتوسيم و التوزير ومواصلة السرقة والنهب والتدليس والإفلات من العقاب أمام قضاء أضاع حقوقنا وعدالة تنصف المفسدين أو تنام داخل قصورها ملفاتنا لسنوات”.
وكان الموظف بالمندوبية الفلاحيّة بالمنستير علي المكّي قد أعلن عن استقالته من وظيفته بعد تعرضه لمضايقات بلغت حد نقلته تعسفيا وذلك إثر تبليغه عن شبهات فساد في المندوبية.
وفي هذا السياق قال المكي “عندما وجدت نفسي أقف أمام عجز السيد وزير الفلاحة وأمام تقارير غير ادارية تقرر مصيري المهني وتقايض حريتي وكرامتي عندها قررت الانتصار للثورة التونسـيـة ولدمــاء شقـيـقي ولحريتي وكرامتي.
وبتاريخ 12 اوت 2022 قدم المكي استقالته وزير الفلاحة استقالتي عن العمل وختمها بهذه الجملة” نجم نعيش من غير وظيفة أمّا ما نجمش نعيش من غير كرامة ” ، وذلك بعد يوم من اعتصامه أمام وزارة الفلاحة للمطالبة برفع المظلمة عنه.
وفي جانفي الماضي أفادت المتفقدة السابقة بمركز المراقبة الصحية بميناء سوسة والمبلغة عن ملفات فساد، نوال المحمودي، بأنه تم وضع حبل ومادة حمراء في باب منزلها.
وحملت المحمودي، في تدوينة على صفحتها بفايسبوك، مسؤولية سلامتها لوزير الداخلية ورئيس الجمهورية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بتهديدات بالقتل إثر الكشف عن ملفات تهم الأمن القومي والغذائي.
ولفتت إلى أنها لن تتراجع عما بدأت فيه في علاقة بالتبليغ عن ملفات الفساد ومن بينها ملف “شحنة القمح المسرطن”.
وسبق أن تحدثت المحمودي في نوفمبر من السنة الماضية عن تعرّضها إلى التهديد بالقتل، وذلك بعد أن عمد مجهولون إلى كتابة عبارات تهديد على جدران منزلها لـ3 أيام متتالية، وفق قولها.
يشار إلى أن عددا من المبلغين عن الفساد قد توجهوا بمراسلة إلى رئاسة الجمهورية بعد إغلاق مقر الهيئة وإعطاء رئيسها من مهامه لكنهم لم يتلقوا أي رد.