دعا مختصون في الصحة النفسية إلى ضرورة توفير الإحاطة النفسية للموظفين داخل أماكن العمل للتقليل من التوتر والقلق الناتج عن ضغوط العمل التي يواجهونها والتي قد تنعكس سلبا على مردوديتهم وعلى أداء مؤسساتهم.
واعتبروا، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي وضعته منظمة الصحة العالمية تحت شعار « الصحة النفسية في مكان العمل »، ان بيئة العمل تؤثر إما سلبا أو ايجابا على الصحة النفسية للعاملين فيها.
وقال رئيس الجمعية التونسية لطب الشغل ورئيس قسم طب الشغل بمستشفى شارل نيكول، نزار العذاري، « ان العطل المرضية طويلة الامد لاسباب نفسية تشهد ارتفاعا مستمرا، في تونس، ولا سيما في القطاع العام، بسبب التاثيرات المباشرة لظروف العمل على الصحة النفسية للموظفين.
وأوضح، العذاري في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، « ان نقص الموارد البشرية وزيادة الاعمال المطلوبة من العاملين يتسبب في ضغط نفسي وتوتر دائم في مكان العمل ».
ولفت الى أنه بات اليوم من الضروري توفير الاحاطة النفسية بالعاملين ومتابعتهم وتكوينهم في تقنيات التواصل لاسيما بالنسبة للمهن التي تعتبر في اتصال مباشر مع الحرفاء.
من جانبه دعا الاخصائي في علم النفس، طارق السعيدي، الى ضرورة احداث أقسام طب شغل تتضمن وجوبا مختصين في علم النفس، بكافة المؤسسات المهنية والوزارات، بما يمكن من توفير الاحاطة النفسية للعاملين والموظفين.
وأضاف في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، ان الصحة النفسية للموظفين والعالملين يؤثر بشكل كبير على جودة ادائهم لمهامهم، كما تعد عنصرا اساسيا في ضمان نجاح المؤسسة وتحقيق اهدافها.
ولئن اعتبر الاخصائي النفسي أن العوامل الداعية لانتشار الاصابة بالامراض النفسية ترتبط بدرجة أولى بالهشاشة النفسية للافراد، فان عدم اكتساب المهارات الحياتية والاقتصار على التكوين التقني في المسار المهني يجعل الموظفين أرضية ملائمة للاصابة بالامراض النفسية.
وتابع بالقول « من الضروري بالاضافة الى التكوين في المجالات المهنية والتقنية، الاهتمام بالانشطة الاجتماعية والثقافية التي تساهم في تحسين العلاقات بين الموظفين وتعزيز روح الفريق، مما يؤثر إيجابياً على الصحة النفسية والإنتاجية للعاملين.
ومن بين العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية للعاملين اشار السعيدي كذلك الى المسؤولين الذين لا يحسنون التصرف السليم والناجع مع افراد الفريق بالاضافة الى نقص التكوين المستمر الذي يجعل الموظفين غير قادرين على موكبة التطور المهني مما يتسبب في شعورهم بالضغط النفسي.
وللإشارة فقد دعت منظمة الصحة العالمية، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، الى ضرورة تعاون الحكومات واصحاب المؤسسات والنقابات والمسؤولين عن صحة العاملين وسلامتهم من اجل تحسين الصحة النفسية في مكان العمل.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أظهرت أن اضطرابات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق تكلف الاقتصاد العالمي نحو 1 تريليون دولار سنويًا من حيث الإنتاجية المفقودة بالمقابل، ابرزت الدراسة ان الموظفين الذين يشعرون بالسعادة والراحة النفسية يحققون أداءً أعلى ويكونون أكثر تركيزًا وكفاءة.