شاركت الجمهورية التونسية ممثلة في وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن الدكتورة آمال بلحاج موسى بمحافظة الأقصر، يوم الأربعاء 3 ماي في فعاليات المهرجان الدولي السابع للأم المثالية، كضيف شرف المهرجان لهذه السنة والذي تنظمه جامعة الأقصر برئاسة الدكتور حمدي محمد حسين، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة مشوار التنموية، ومجموعة نزيه.
وقدّمت الدكتورة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ بالمناسبة مداخلة حول خصائص التّجربة التّونسيّة في المجالات المتّصلة بالنهوض بالأسرة وببرامج التمكين الاقتصادي للنساء وللأمهات، وذلك خلال حلقة نقاشيّة شاركت فيها مجموعة من الباحثات المصريّات وممثلين عن 10 دول مشاركة إلى جانب الباحثة التونسيّة هاجر خنفير.
وبيّنت آمال بلحاج موسى بحضور سفير تونس بمصر السيّد محمد بن يوسف، أن تونس تعتمد مقاربة شاملة لتعزيز حقوق الأم وتمكينها اقتصاديّا حفاظا على توازن الأسرة واستقرارها، مستعرضة مسار التجربة التونسية في مجال تكريس حقوق النساء والعمل على الحد من التمييز ضدّهنّ بفضل إسهامات العديد من روّاد الإصلاح وتراكم المنجز، مؤكدة أنّ دستور تونس الجديد الصادر 25 جويلية 2022 يضمن الحريات ويكفل المساواة ويدعم حقوق المرأة.
وبيّنت حرص الدولة التونسية على دعم الأمّهات اللاّتي يُعلْن أسرهنّ في وضعيّات خاصّة واللّاتي يعانين الفقر والهشاشة الاقتصاديّة وذلك من خلال برنامج “التّمكين الاقتصادي للأسر ذات الوضعيات الخاصة” بهدف مساعدتهنّ على ضمان الاستقلاليّة الاقتصاديّة ودعم مساهمتهنّ في التّنمية المحلّيّة والجهويّة وإحداث مواطن رزق لفائدة أمهات التلاميذ من أجل حمايتهم من الانقطاع عن الدّراسة جرّاء الخصاصة في إطار تنفيذ برنامج “التّمكين الاقتصادي لفائدة أمّهات التّلاميذ المهدّدين بالانقطاع المدرسي”.
كما أضافت أنّ تونس بصدد تنفيذ البرنامج الوطنيّ الجديد لريادة الأعمال النّسائيّة “رائدات باعتمادات تناهز 70 مليون دينار” لتعزيز نسب تشغيليّة النّساء، ووضع خطّة وطنيّة حول المرأة والتّغييرات المناخيّة مع تركيز التدخّل بالمناطق ذات الأولويّة وفي انسجام تام مع توجهات الدولة الاجتماعيّة، مؤكدة العمل على تجسيد رؤية جامعة بين التّمكين الاقتصادي وحماية النّساء ضحايا العنف من خلال إطلاق البرنامج الوطني الجديد “صامدة” للتّمكين الاقتصادي للنّساء ضحايا العنف الزّوجي تعزيزا لصمودهنّ أمام العنف المسلّط عليهنّ خاصّة إزاء ارتفاع منسوب العنف ضدّ المرأة لاسيّما العنف المسلّط في الفضاء الأسري.
وفي مجال مقاومة العنف ضد المرأة، أكّدت الوزيرة آمال بلحاج موسى اعتماد مقاربة تشاركيّة وعمل شبكيّ جامع لجهود كلّ المكوّنات بوضع قانون أساسي عدد 58 لسنة 2017 يتعلّق بالقضاء على العنف ضدّ المرأة وتركيز المرصد الوطني لمناهضة العنف ضدّ المرأة باعتباره آليّة وطنيّة ترصد هذه الظّاهرة وتساعد على تطوير السّياسات في مجال العنف، إلى جانب إعادة تشغيل الخطّ الأخضر 1899 ليغطّي كامل أيّام الأسبوع وعلى مدار ساعات اليوم ومضاعفة عدد مراكز إيواء النّساء ضحايا العنف عشر مرات وإبرام شراكات مع جمعيّات مختصّة لتسيير هذه المؤسّسات بهدف تأمين الخدمات للنّساء ضحايا العنف وتقريبها.
وقد شهد المهرجان في دورته الحالية تكريم مرشّحة تونس، السّيدة سامية ملّوش مثال لمسيرة نضالية لأم أرادت أن يدرس ابنها الكفيف في مسار وعر مع تلاميذ مبصرين ليحقق التميز وهو يزاول تعليمه الآن بالمعهد الكندي بتونس للحصول على بكالوريا دولية إضافة إلى تكريم السيدة سعاد بن حمزة أم تونسية حاضنة لأطفال فاقدي السند من قرية “س و س” أكودة.
وللتذكير تشارك الجمهورية التونسية كضيف شرف للمهرجان الدولي للأم المثالية، بحضور ثلة من المسؤولين والمكرمين من كل من :” جمهورية مصر العربية، ودولة فلسطين، والمملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، والجمهورية اللبنانية، والجمهورية التونسية، ودولة ماليزيا، ودولة سنغافورة” تقديرًا لكل أم تميزت وتفانت في خدمة أبنائها ووطنها.

