تم اليوم الجمعة 27 أفريل 2018 الإعلان عن نجاح أول عملية زرع نخاع عظمي ذاتي لطفل مصاب بورم سرطاني في تونس، أجريت يوم 12 أفريل الجاري، على الطفل يوسف البالغ من العمر 6 سنوات ، وذلك خلال ندوة صحفية عقدها الفريق الطبي بالمركز الوطني لزرع النخاع العظمي بمقر المركز.
وكشف رئيس قسم طب الأطفال لأمراض الدم و المناعة وزرع الخلايا الجذعية بالمركز الوطني لزرع النخاع العظمي، محمد بجاوي، بالمناسبة ، أن هذه العملية التي وصفها ب ” التاريخية “، أجريت لأول مرة بالنسبة للأطفال في تونس، وقد كللت بالنجاح وتعافى الطفل من مرضه وسيغادر المستشفى في غضون الأيام القليلة القادمة على أن يبقى تحت الرقابة الطبية المستمرة.
وأوضح أن إجراء عملية زرع النخاع العظمي الذاتي على الأطفال أصبحت الآن ممكنة في تونس بعد أن تكفلت جمعية مرام لمرضى السرطان بتوفير الآلة المختصة في تجميع الخلايا وفرزها، وبعد أن تم تكوين أول فريق طبي مختص في زرع النخاع العظمي الذاتي في تونس، علما وأنه يتم إجراء هذه العملية لفائدة الكهول منذ سنوات في تونس.
وبين أن الأطباء يلجؤون الى عملية زرع النخاع العظمي الذاتي في الحالات التي لا تستجيب فيها الأورام السرطانية إلى العلاج التقليدي الكميائي والأشعي والجراحي، حيث يبقى الحل الوحيد هو زرع النخاع العظمي الذاتي .
وبين أن عملية زرع النخاع العظمي الذاتي يتم عبرها أخذ عينة من نخاع المريض عن طريق آلة معدة للغرض، ومن ثمة تقع إعادة زرعها لدى المريض الذي يخضع قبل ذلك إلى علاج كميائي مكثف من أجل قتل الخلايا السرطانية ، ولكن هذا العلاج المكثف يقوم أيضا بقتل الخلايا السرطانية ومن هنا تكمن أهمية إعادة زرع النخاع.
وأبرز أن عملية زرع النخاع العظمي المنقول من شخص إلى شخص يتم انجازها في تونس منذ سنة 2007 بالنسبة للأطفال، ومنذ سنة 1998 بالنسبة للكهول ، وتقدر نسبة نجاحها بـ 81 بالمائة ، مشيرا الى أنه تم إلى اليوم انجاز 115 عملية من هذا النوع .
ومن جانبها، لفتت مديرة مركز زرع النخاع العظمي إلى أن نجاح هذه العملية تحقق عن طريق تضافر جهود الفرق الطبية بالمركز الوطني لزرع النخاع العظمي، وبمستشفى الأطفال بباب سعدون وبالمركز الوطني لنقل الدم .
وشددت على أن الفرق الطبية عملت بشكل متكامل وبحرفية عالية من أجل تأمين هذه العملية “المعقدة” و التي تعد فخرا كبيرا لتونس، على حد قولها.
وأبرزت الأستاذة المبرزة بمستشفى الأطفال، فاتن فضيلة، من جهتها، أن هذه العملية تعد إنجازا عظيما ليس فقط لأنها ستمكن من إنقاذ العديد من الأطفال المصابين بالسرطان من الموت المحقق ، بل أيضا لأنها ستمكن الدولة التونسية من توفير مبالغ مالية طائلة كانت تخصص لإجراء مثل هذه العمليات بالخارج بكلفة تناهز 700 ألف دينار للعملية الواحدة.
وأضافت أن توفر هذه الآلة بالمركز سيجنب الأطفال المرضى عناء التنقل إلى الخارج الذي يتطلب وقتا طويلا لإتمام إجراءات السفر اللازمة مما يؤخر العلاج ويجعله دون جدوى في أحيان كثيرة.
من جانبه، بين كل من رئيس جمعية مرام لمرضى السرطان، بوبكر عقلي، وزوجته منال الغربي، أن هذا اليوم يعد أسعد يوم في حياتهما، وفق تعبيرهما، لأنهما تمكنا من تحقيق حلمهما وهو توفير الآلة التي تمكن من إجراء عملية زرع النخاع العظمي الذاتي.
وذكرا أن ابنتهما ‘مرام’ التي سميت الجمعية باسمها حرمت من الاستفادة من مثل هذه العملية، وقد توفيت متأثرة بمرض سرطان ، بعد أن أعلنت وزارة الشؤون الإجتماعية عدم قبولها بالتكفل بتغطية نفقات علاجها في الخارج.
وات