أكدت الدكتورة في علم النفس ربيعة العليبي توكابري، في حديثها لوكالة تونس افريقيا للأنباء حول عادات و طقوس العائلات التونسية خلال فترة الاستعداد لامتحان الباكالوريا، ضرورة تجنب الأولياء كل ما من شأنه أن يوتر الأجواء العامة داخل المنزل ولا سيما المبالغة في إدارة فترة المراجعة والامتحانات والعمل على احتواء أبنائهم وتقديم الدعم اللازم لهم لمساعدتهم خلال هذه الفترة على حسن تسيير أمورهم لأن سلوك الأسرة يؤثر على المترشح/ة وعلى تحصيله واستعداده.
وشددت على أن المراجعة لساعات متأخرة في الليل لا يمكن للدماغ استيعابها وكذلك الحال بالنسبة إلى ساعات الدعم الطويلة، داعية الى ضرورة المراوحة في المراجعة بين المواد العلمية والادبية وأخذ متسع من الوقت للراحة والترفيه.
ولفتت الى ان ما تقوم به بعض الأمهات من تهويل للأمور وشد الأعصاب وتشكيك قد تنقل الخوف وعدم الثقة والإحساس بالذنب لدى التلميذ، موصية إياهن بضرورة ضبط متابعة مجموعات البكالوريا على السوشيال ميديا ومساندة الأبناء قبل وأثناء وبعد الامتحانات، من خلال منحهم الاهتمام والرعاية النفسية كى تمر الامتحانات بسلام و دون ضغط عصبي .
وأوضحت العليبي أن كل ما يكتسبه التلميذ من خوف وقلق وفقدان الثقة بنفسه تكون الأسرة مصدره بسبب إحساس مسبق بعدم قدرة التلميذ على اجتياز الامتحانات بدرجات عالية، مشددة على ضرورة تجنب الأسر الضغط على ابنائهم حتى لا يصابوا برهاب الامتحان الذي من شأنه ان يهدم مسار التلميذ وفرحته بالبكالوريا.
وفي هذا الصدد شددت أخصائية التغذية مريم كشك زعايبي على ضرورة تجنب التلاميذ تناول المشروبات المنشطة أثناء المراجعة ليلا وأكدت أنّه من الضروري تنظيم الوقت لضمان حسن المراجعة وإيجاد الوقت لتناول الأغذية السليمة والمتوازنة دون انزعاج، لما للتغذية من دور أساسي ومهم لصحة الجهاز العصبي المسؤول عن الإدراك والتركيز حسب تقديرها.
ونصحت في هذا الخصوص بضرورة تناول الأوميغا 3 و الدهنيات الموجودة في الجوز والحوت الأزرق وبذور الكتان، بالإضافة إلى الأغذية التي تعزز وصول الأكسجين للخلايا كالخضر الورقية.
وحذرت الأخصائية من الأغذية التي تحتوي على مؤشر عال من السكر، كالعصير المعلب وقطع السكر التي من المتعارف تناولها قبل الذهاب إلى الامتحانات في عادات بعض الأسر ونصحت باستبدال ذلك إمّا بالعسل أو الشكلاطة والفاكهة لتعديل مؤشر السكري وضمان الطاقة اللازمة.
ودعت الى ضرورة تنظيم أوقات الوجبات اليومية مع مراعاة توازنها لما له من فوائد على صحة المترشح، مبينة أهمية أن تحتوي وجبة الصباح على الخبز الكامل أو الشوفان أوالبسيسة، مع كأس حليب أو أحد مشتقاته وبخصوص وجبة منتصف النهار، شددت على ضرورة ألا تكون دسمة وتتكون من السلطة والبروتينات والمعجنات (كسكي مكرونة…) أو الأرز وفقا لكميات مدروسة، مع ضرورة تجنب الوجبات السريعة، والأغذية المقلية، كذلك الحال بالنسبة لوجبة العشاء فأكدت على ضرورة أن لا تكون خفيفة.
وفي ختام حديثها أشارت أخصائية التغذية إلى ضرورة حصول المترشحين على ساعات كافية من النوم وتجنب التدخين والقهوة خاصة على معدة خاوية لما يسببه ذلك من ازعاج للجهاز الهضم