قال وزير العدل غازي الجريبي ان الدولة التونسية “حرصت على ان تكون حربها ضد الإرهاب شريفة وقانونية رغم غياب هذين القيمتين لدى الإرهابيين مبينا ان بلادنا عملت على الا تقدم حقوق الانسان قربانا لمقاومة الإرهاب”
واضاف الجريبي في كلمة القاها مساء امس الخميس بسوسة لدى افتتاحه تظاهرة ” المحاماة تتصدى للارهاب ” ،ان علوية القانون واحترام حقوق الانسان خيار اقره دستور جانفي 2014 و كرسته مختلف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها تونس مضيفا ان القانون المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال عكس وعي المشرع التونسي بضرورة احترام حقوق الانسان
وينظم هذه التظاهرة الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين بالتعاون مع نظيرتها الإيطالية على امتداد أربعة أيام بحضور حوالي 500 من المحامين والحقوقيين الايطاليين الذين قدموا الى منطقة سوسة للمشاركة في إعادة افتتاح نزل امبريال مرحبا الذي كان مسرحا لعملية إرهابية في جوان 2015 بعد ان اصبح يحمل تسمية “خليج القنطاوي”
وبين الوزير ان الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف التي تم اعدادها بأسلوب تشاركي مع المجتمع المدني ترتكز على أربعة أسس جوهرية وهي الوقاية والحماية والتتبع والرد مشيرا الى ان تونس عاشت في السنوات الأخيرة فترات صعبة نتيجة بروز تيارات فكرية متطرفة غريبة عن مجتمعنا ومتعارضة مع قيم ديننا الإسلامي استغلت فترة الانتقال الديمقراطي والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد وحالة الإحباط التي اصابت البعض من الشباب واستطاعت استقطابهم للقيام باعمال إرهابية
واكد ان الإرهاب الذي ضرب تونس كما ضرب غيرها من الدول يشهد الان تراجعا في بلادنا وذلك بفضل تكاتف مختلف مكونات الشعب التونسي الذي عبر بجميع اطيافه عن رفض العنف مهما كانت مبرراته وكذلك بفضل صلابة وحياد وكفاءة المؤسستين العسكرية والأمنية الى جانب وعي الطبقة السياسية حكومة ومعارضة وانخراطها في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف والإرهاب والى يقظة المجتمع المدني وصلابة المنظمات الوطنية الكبرى.
وثمن وزير العدل بالمناسبة مساندة اشقاء تونس واصدقائها للمجهود الوطني لمقاومة الإرهاب مؤكدا ان وجود نخبة هامة من المحامين الايطاليين في سوسة وحرصهم على الإقامة بنفس النزل الذي شهد العملية الإرهابية سنة 2015 هي رسالة للإرهابيين بان إرادة الحياة وقيم الإنسانية السامية تبقى هي الأقوى
واكد رئيس هيئة المحامين الايطاليين فرنشيسكو كايا من جهته ان حضور هذا العدد الهام من المحامين الايطاليين في هذا النزل يأتي تنفيذا لعهد قطعوه سابقا بتقديم الدعم للسياحة التونسية التي تضررت بعد العملية الإرهابية والوقوف الى جانب الفاعلين في عملية التحول الديمقراطي بتونس
كما عبر عميد المحامين التونسيين عامر المحرزي عن امتنانه وتقديره لمبادرة المحامين الايطاليين الذين قدموا الى تونس للمشاركة في إعادة افتتاح نزل اغلقه الارهابيون مشيرا الى ان سياسات حظر السفر نحو الوجهة السياحية التونسية التي لا زالت تمارسها بعض الحكومات الأوروبية لا يمكن ان تكون الا في مصلحة الإرهاب.(وات