نقلت وكالة رويترز للأنباء عن وزارة الداخلية الأفغانية أن مسلحي حركة طالبان بدؤوا دخول العاصمة كابل من جميع الجهات، في حين أعلنت طالبان أنها أمرت قواتها بالوقوف على تخوم العاصمة وعدم محاولة دخولها.
وجاء في بيان لحركة طالبان أن المفاوضات جارية لضمان عملية تسليم العاصمة كابل والحكومة لم تعلق على الأمر حتى الآن، مضيفا “لا نريد دخول العاصمة كابل بالقوة أو بالحرب ونفضل الدخول بسلام”.
وقال المتحدث باسم طالبان لوكالة الأنباء الألمانية إنه سيتم اتخاذ قرار منفصل في وقت لاحق بشأن كابل، مضيفا “نريد أن يطمئن الناس إلى أننا لا نريد حالة من الحرب في كابل”.
كما قال المتحدث باسم طالبان على تويتر إن الحركة ستتخذ خطوات جادّة لحماية الأموال والممتلكات في كابل، مضيفا “نطمئن جميع أصحاب البنوك والتجار في كابل أن ممتلكاتهم لن تتضرر”.
بدوره، قال مسؤول بطالبان لرويترز “لا نرغب في سقوط أي مدني قتيلا أو جريحا مع تولّينا زمام الأمور لكننا لم نعلن وقفا لإطلاق النار”، مطالبا القوات الأفغانية “بوقف إطلاق النار والسماح بعبور المدنيين والأجانب الآن”.
اشتباكات عنيفة
في غضون ذلك، أكد مصدر أمني أن اشتباكات عنيفة بين القوات الأفغانية ومسلحي الحركة تدور في محيط قاعدة باغرام شمالي كابل. وكانت طالبان أعلنت سيطرة مسلحيها على مديرية باغرام، كما أعلنت سيطرتها على مدينة محمود راقي مركز ولاية كابيسا شمالي كابل.
كما أفاد مصدر أمني أفغاني أن حركة طالبان اعتقلت زعيم المليشيات الأوزبكية نظام الدين قيصاري في مدينة مزار شريف التي سيطرت عليها الحركة أمس.
في المقابل، تحدث القصر الرئاسي عن إطلاق نار في مناطق في كابل مشيرا إلى أن القوات الأفغانية تدافع عن العاصمة بالتنسيق مع شركائها الدوليين.
وفي تطور لافت آخر، قالت وسائل إعلام أفغانية أن رئيس البرلمان الأفغاني وعدد من زعماء الأحزاب السياسية غادروا كابل إلى باكستان، مضيفة أن الرئيس السابق ووزير الخارجية الحالي طالبا الرئيس أشرف غني بالاستقالة لحل الصراع.
وفي السياق، نقلت رويترز عن متحدث باسم طالبان قوله “ندعو المدنيين الأفغان للبقاء في بلدهم وألا يغادروه نتيجة الخوف، لا ننوي الانتقام من أحد وسيتم الصفح عن كل من خدم في الحكومة أو قواتها”.
مؤامرة
وفي وقت سابق، قال قائد القوات الموالية للحكومة إن مؤامرة أدّت إلى تسليم مدينة مزار شريف مركز ولاية بَلْخ، في حين غادرت أعداد كبيرة من القوات الحكومية ومسؤولون محليون نحو المعبر الحدودي بين ولاية بلخ وأوزبكستان.
وجاء ذلك بعد معارك محتدمة وحصار للمدينة التي تعد أكبر مدن الشمال الأفغاني، وتقع بالقرب من 3 جمهوريات في آسيا الوسطى هي تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
وأكد مصدر أمني أفغاني للجزيرة أن مسلحي طالبان سيطروا على معبر “طورخم” بولاية ننغرهار على الحدود مع باكستان. وقد أعلنت وزارة الداخلية في باكستان إغلاق المعبر إعلاقا كاملا بعد سيطرة حركة طالبان عليه.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” (ASSOCIATED PRESS) عن مسؤولين أن حركة طالبان باتت تسيطر على جميع المعابر الحدودية في أفغانستان.
خوست وباغرام
وفي تطور آخر، قالت حركة طالبان إن مسلحيها يسيطرون على مقر ولاية خوست جنوب شرقي أفغانستان، كما قال مصدر أمني أفغاني إن مسلحي الحركة يسيطرون على السجن المركزي في الولاية ويطلقون سراح جميع المعتقلين.
في هذه الأثناء، قال مصدر أمني أفغاني للجزيرة إن ما لا يقل عن 35 مسلحا من حركة طالبان قتلوا في غارات جوية نفذتها القوات الأميركية في 3 ولايات أفغانية.
وقال مصدر أمني للجزيرة إن النائب الأول السابق للرئيس الأفغاني عبد الرشيد دوستم ورئيس الجمعية الإسلامية “قائد الانتفاضة الشعبية” عطاء محمد نور فرّا أمس السبت إلى أوزبكستان.
وقد بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لما قالوا إنها لحظة اقتحام مسلحي حركة طالبان منزل الجنرال عبد الرشيد دوستم شمالي أفغانستان.
دخول جلال آباد
وإلى الشرق من البلاد، أعلنت حركة طالبان دخول مسلحيها إلى مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار. وأكد مصدر أمني للجزيرة أن الحركة سيطرت على مقر الشرطة داخل المدينة.
كما قال مسؤول أفغاني في جلال آباد لرويترز إنه لا توجد اشتباكات حاليا في المدينة لأن الحاكم استسلم لطالبان، وأوضح أن فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين.
وكان مقاتلو طالبان دخلوا مشارف جلال آباد خلال الليل. وقال نائب برلماني أفغاني للجزيرة في وقت سابق إن مفاوضات تجري بوساطة زعماء القبائل في ولاية ننغرهار بين السلطات المحلية ومسلحي حركة طالبان، من أجل تسليم المدينة.
وخلال أيام، تمكنت طالبان من السيطرة على مراكز 18 ولاية من أصل 34. ومن بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضتها قندهار التي تعد ثاني كبرى المدن الأفغانية، وهرات ثالت أكبر مدينة، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا.
قائد جديد
في سياق متصل، قالت مصادر رسمية في أفغانستان إن الرئيس أشرف غني عين الجنرال سميع سادات مسؤولا للأمن والدفاع عن العاصمة كابل.
وقرر غني خلال اجتماع رفيع المستوى بعدد من السياسيين تشكيل وفد خاص لإجراء محادثات في الدوحة، تتركز على تشكيل حكومة مشتركة وتقاسم السلطة مع حركة طالبان. وأوضحت المصادر أن الوفد سيتمتع بصلاحية اتخاذ القرار.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سمح بنشر نحو 5 آلاف جندي أميركي للتثبت من إمكانية إجراء انسحاب منظم وآمن للموظفين الأميركيين وغيرهم من أفغانستان.
كما أبلغ بايدن ممثلي طالبان في الدوحة بأن أي عمل يعرض الأفراد الأميركيين أو المهمة العسكرية للخطر ستتم مواجهته بشكل سريع وقوي من قبل الجيش الأميركي.
المصدر : الجزيرة + وكالات