أعلنت رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، أمس الاثنين، انضمام تونس رسميا للبرنامج الاطاري الاوروبي التاسع للبحث والتجديد “افق اوروبا”، وذلك خلال تظاهرة احتفالية، حضرها سفير الاتحاد الأوروبي في تونس، ماركوس كورنارو وانتظمت ببادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالشراكة مع الاتحاد الاوروبي.
ونوهت رئيسة الحكومة بهذه المناسبة بالشراكة القائمة بين تونس والاتحاد الاوروبي، داعية الاتحاد الأوروبي الى الاستمرار في دعم تونس من اجل تشجيع الشباب التونسي وجذبه للاستثمار في بلاده وبعث المؤسسات الناشئة، سيما وانهم يمثلون الراسمال البشري والمصدر الحقيقي لثروة تونس.
ولفتت في هذا السياق، الى انه خلال اجتماعها مؤخرا بباريس بممثلين عن منظمة الاعراف الفرنسية، أعرب حوالي 20 رئيس مؤسسة عن رغبتهم في الاستثمار في تونس حيث اكدوا المستوى العالي لمهارات وقدرات التونسيين المتحصلين على شهائد علمية.
ومن جهته، اكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منصف بوكثير ان برنامج “افق اوروبا” سيمتد الى سنة 2027 من خلال الدعم المتواصل للتبادل بين تونس والاتحاد الاوروبي في مجالات البحث والتجديد في اطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين الطرفين وضمن البرنامج الاطاري التاسع “افق اوروبا” (2021-2027).
وذكر بانه تمت المصادقة على هذا البرنامج بمقتضى الامر الرئاسي 544 عدد لسنة 2022 وهو الموالي للبرنامج الإطاري الثامن أفق2020، (2014-2020)، مضيفا انه بموجبه تظل تونس الدولة العربية والافريقية الاولى التي تكون جزءا لا يتجزأ من هذين البرنامجين الاطارين الاوروبيين للبحث والتجديد
وأشار الى ان هذا اللقاء يعد فرصة لعرض نماذج لمشاريع بحث وابتكار رائدة انجزها باحثون وباعثو مؤسسات ناشئة تونسيون في إطار فرص التمويل التي يوفرها البرنامج الأوروبي للبحث والتجديد، حيث سيتمكن جميع الفاعلين التونسيين في الخصوص من المشاركة في جميع البرامج والعروض التنافسية للتمويل في أفق اوروبا وفق نفس شروط وقواعد مشاركة الدول الأعضاء.
كما افاد ان برنامج أفق أوروبا للبحث والتجديد يعد أبرز آلية علميا لتمويل البحث والابتكار بميزانية تقدر ب 95,5 مليار يورو حيث تم تصنيف برنامج أفق اوروبا كأهم برامج التمويل الأكثر طموحًا على الإطلاق، وفق قوله.
ولفت الى ان محاور البرنامج ترتكز على التميز العلمي والتحديات العالمية والتنافسية الصناعية، الابتكار وتعزيز المشاركة وتوسيع نطاق البحث في علاقة بالتغيرات المناخية والسرطان وصحة المحيطات والبحار والمياه الساحلية والقارية والمدن الذكية المحايدة للكربون وصحة التربة والتغذية، حيث سيتم تخصيص حوالي 25 بالمائة من إجمالي التمويل إلى 43 شراكة تستهدف الميثاق الأخضر والرقمنة.
ومن جانبه، اكد سفير الاتحاد الاوروبي بتونس ان هذه الشراكة ستتيح لتونس تعزيز التميز البحثي من خلال تطوير تنقل الباحثين في فضاء البحث الأوروبي وايجاد حلول للتحديات المجتمعية ذات الأولوية، على غرار الصحة والثقافة والسلامة والتنمية المستدامة والتحول الرقمي، بالاضافة الى الرفع من قدرة المنظومة الوطنية بتطوير المهارات والمهن ذات الإمكانيات العالية والقيمة المضافة العالية.
تجدر الاشارة إلى أن مشاركة تونس في برنامج أفق أوروبا للبحث والتجديد يمثل حافزًا للانتعاش الاقتصادي للبلاد ورافدا من روافد التنمية.
وتخلل التظاهرة الاحتفالية تكريم منسقي المشاريع التونسيين لأول عروض تمويل مشاريع أفق أوروبا 2021-2022 والمؤسسات الناشئة التي اجتازت بنجاح المراحل الأولى من البحث عن التمويل، وسيتناول خبراء اوروبيون وتونسيون العديد من المحاور الرئيسية لأفق أوروبا كما سيتم مناقشة الدعم التقني الذي تحظى به تونس من الاتحاد الاوروبي وذلك لضمان ارتفاع نسبة المشاركة في البرامج الاطارية الاوروبية.