علي العريّض: “ملفّ التسفير إلى بؤر التوتّر مُسيّس والسلطة لم تملك حُجّة ملموسة على ذلك”

قال نائب رئيس حركة النهضة، علي العريّض، إنّ التحقيق معه ومع رئيس الحركة، راشد الغنوشي، في قضية تسفير تونسيين إلى بؤر التوتر، “موضوع مسيّس وفيه استهداف للنهضة وإطاراتها”.

وأضاف العريّض خلال ندوة صحفية عقدها حزبه، أمس الإثنين، بخصوص المستجدات الوطنية الأخيرة، “إنّ الذين تقدّموا بشكاية ضدّنا هم أشخاص عُرفوا بعدائهم لحركة النهضة وقادتها”، معتبرا أنه تم “التنكيل” بهما يوم 19 سبتمبر 2022 خلال التحقيق الذي استغرق 16 ساعة.

واستنكر علي العريض الذي شغل منصب وزير الداخلية (2011 /2012) ومنصب رئيس حكومة (2013) “عدم لجوء القضاء، إلى الوثائق الرسمية للجنة البرلمانية التي تكونت بالبرلمان سنة 2015، للتحقيق بشأن التسفير إلى بؤر التوتر واستماعاتها لعدد من وزراء الداخلية وعدد من الشخصيات ومدير معهد الدراسات الإستراتيجية الملحق برئاسة الجمهورية”.

ولاحظ في هذا السياق أنّ سنوات 2012 و2013 و2014 “شهدت أوج ثورات الرّبيع العربي وكان هنالك انفلات كلّي” والبعض من الشباب، حسب روايته “سافر إلى جهات غير معلومة، بحجة الدراسة أو السياحة أو العمل ولم تملك السلطة في ذلك الوقت حجّة ملموسة تثبت توجّههم إلى بؤر التوتر”.

وقال إنّ “أغلب السياسات المكافحة للتسفير إلى بؤر التوتر، تم اتخاذها عندما كان هو وزيرا للداخلية في 2012 وكذلك عندما كان رئيسا للحكومة في 2013”. علما بأن هذه الفترة شهدت ارتفاعا كبيرا في رحلات تسفير الآلاف من شباب تونس، نحو سوريا بالخصوص.

يُذكر أن وزير الداخلية الأسبق، لطفي بن جدو، قدّر في عام 2014 عدد التونسيين المقاتلين في سوريا بـ 2400 شخصا. كما أعلن المتحدث الأسبق باسم وزارة الداخلية، وليد الوقيني، في أكتوبر 2015، أن عدد التونسيين في بؤر التوتر بلغ حوالي 3 ألاف شخص، فيما أشار وفد إعلاميا تونسي زار سوريا في 2015، إلى أن عدد المقاتلين التونسيين هناك يناهز 8 آلاف تونسي، مبينا أن المقاتلين التونسيين يمثلون الجنسية الرابعة الأكثر انتشارًا بين الجماعات الإرهابية.

كما ذكر تقرير لمعهد “كويليام” البريطاني، المختص في مكافحة الإرهاب والتطرف، أن تونس تتصدر قائمة البلدان المصدرة للمقاتلين، من المتشددين دينياً، الى بؤر التوتر، خاصة في سوريا. وأضاف أن “عدد المقاتلين التونسيين تجاوز 3 آلاف إرهابي وأن سنتي 2012 و2013 شهدت عمليات انتدابات واسعة، شملت آلاف الشباب من الذين تم تسفيرهم في رحلات منظمة للجهاد”.

وقدّر فريق عمل تابع لمفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، كُلّف بمتابعة ملف “المرتزقة في بؤر التوتر”، عدد التونسيين الملتحقين بمنظمات إرهابية ببؤر التوتر، موزعين على سوريا وليبيا والعراق ومالي واليمن، بأن عددهم يترواح بين 5300 و5800 شخص وذلك وفق تقرير صادر في شهر جويلية 2015

وكان المحامي والقيادي السابق بحركة النهضة، سمير ديلو، عضو هيئة الدفاع عن العريّض والغنوشي، قال في تصريح له إنّ ملف التسفير يضم في مجمله 817 متهماً، منهم من قُتل في بؤر التوتر، مشيرا إلى أنه تم خلال السنوات الماضية، محاكمة عشرات الأشخاص المتورطين في شبكات التسفير وصدرت ضدهم أحكام سجنية ثقيلة.

عن Radio RM FM

شاهد أيضاً

100 نقطة للنهوض بقطاعات الشباب والرياضة والطفولة والثقافة بالمنستير

مثلت المشاغل والمشاكل في قطاعات الشباب والرياضة، والثقافة، وشؤون الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن محور …