التوقيع على منشور مشترك بين وزارتي الاسرة والمرأة والصحة لدمج أطفال ذوي طيف التوحد بمؤسسات الطفولة المبكرة
وقّعت وزيرة الاسرة والمرأة والطفولة وكبار السن ، آمال بلحاج موسى، ووزير الصحة، على مرابط، اليوم الجمعة بالمركز المرجعي لتنمية الطفولة المبكرة بالعمران، على منشور مشترك حول صيغ قبول الاطفال ذوي طيف التوحد بمؤسسات الطفولة المبكرة وتم في مرحلة أولى تسجيل 303 طفل وسيتضاعف هذا العدد في السنة المقبلة ليبلغ نحو 600 طفل ذوي طيف التوحد.
ويضبط هذا المنشور المشترك، صيغ قبول مطالب دمج الأطفال من ذوي طيف التوحد بإحدى مؤسسات الطفولة المبكرة الدامجة والتي يتم دراستها من طرف اللجنة الجهوية لبرنامج النهوض بالطفولة المبكرة باستشارة الطبيب رئيس المصلحة الجهوية للطب المدرسي والجامعي، وطبيب الوحدة الجهوية للتأهيل، كما يمكن لرئيس اللجنة دعوة طبيب نفسي للأطفال أو أخصائي نفساني أو مختص في تقويم النطق عند الحاجة.
وحسب المنشور ذاته، فإنه يُقبل الأطفال من ذوي طيف التوحد دون غيرهم مع التأكيد على قابليتهم للدمج ضمن التقرير الطبي المصاحب للملف، برياض الأطفال ومؤسسات الطفولة العمومية والخاصة بقرار من اللجنة الجهوية المذكورة وذلك بعد دراسة ملف الطفل.
وأفادت وزيرة الاسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، في تصريح اعلامي، “أن الوزارة خصصت للبرنامج الوطني اعتمادات بقيمة 700 ألف دينار لسنة 2022 من أجل تقديم خدمة دمج أطفال طيف التوحد في رياض الاطفال العمومية التابعة للوزارة والتي يبلغ عددها 30 روضة الى جانب رياض القطاع الخاص”.
وبيّنت أنّ هذا البرنامج الوطني، والذي يخصّ لأول مرة في تونس فئة الأطفال ذوي طيف التوحد، يندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات لتنمية الطفولة المبكرة، يستهدف دفعة أولى من 300 طفل في سن 3 و4 و5 سنوات لمدة سنتين متتاليتين، وتتكفل الدولة من خلاله بخلاص معاليم التربية ما قبل المدرسية للأطفال ذوي طيف التوحد والمساعدة على إدماجهم عبر تحويل منح للمؤسسات العمومية والخاصة المشاركة ضمن البرنامج قيمتها 200د لكل طفل شهريا تتوزّع بين 100د لخلاص معاليم المؤسسة التربوية و100 د لخلاص معاليم مقوم النطق أو أخصائي العلاج الوظيفي حسب حاجة الطفل وبصفة شهرية.
وأضافت أنّ الوزارة وضعت بالتعاون مع الجمعيّة التّونسيّة للطّبّ النّفسي للأطفال والمراهقين برنامج تكوين ومرافقة لفائدة الإطارات التربوية، إلى جانب صياغة دليل المربي للتعهد بالأطفال ذوي طيف التوحد وتقديم الدّعم للأسر من خلال الإنصات والتوجيه والتوعية والتعهد، معلنة أن الوزارة ستعمل على إنجاح هذا البرنامج الوطني النموذجي وتوسيع نطاق تنفيذه حتى يشمل أكبر عدد ممكن من الأطفال ذوي طيف التوحّد.
وأشادت الوزيرة بالتعاون النموذجي بين وزارتي الطفولة والصحّة والذي شمل عديد الفئات الهشّة لا سيما النساء ضحايا العنف من خلال المنشور المشترك الذي تم إصداره حول الشهادة الطبيّة المجانيّة لفائدة المرأة ضحيّة العنف، معلنة أنه في بداية الحملة الدوليّة السنويّة “16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضدّ المرأة تحت شعار “لنتحرك معا” انطلق الرقم الأخضر 1899 للإصغاء وتوجيه النساء ضحايا العنف في العمل على مدار ساعات اليوم دون انقطاع 24 على 24 ساعة وكامل أيّام الأسبوع.
من جهته، أعرب وزير الصحة، على مرابط، في تصريح اعلامي، عن التزام وزارة الصحّة بتحسيس منظوريها بأهمية هذا المنشور المشترك وضرورة تنفيذ مقتضياته بما يضمن السّرعة والنّجاعة في عملية تسجيل هذه الشريحة في مؤسسات الطفولة المبكرة، مبيّنا أهمية الاستثمار في العنصر البشري وتعزيز البرامج الوقائية والعلاجيّة لفائدة أطفال تونس.
وبيّن أنه سيتم الاخذ بعين الاعتبار ضرورة تقصي طيف التوحد بصفة مبكرة وادماجهم في رياض الاطفال، معلنا عن برنامج آخر للتقصي المبكر في عمر السنة الاولى حول طيف التوحد وذلك بالتزامن مع تلقيح الاطفال.
ولفت الى ان الشراكة مع وزارة الاسرة والمراة في المنشور المشترك لدمج اطفال طيف التوحد في الحياة ماقبل المدرسية تتمثل في المعاينة الطبية والمراقبة والمتابعة.