اعتبر الأخصائي النفسي، طارق السعيدي، اليوم الجمعة، الاستخدام المفرط للشاشات من أجهزة ذكية وتلفاز بمثابة “الهيروين الرقمي” لدى الأطفال ويتسبب استخدامها لأكثر من ساعتين في اليوم في ضمور الدماغ وتراجع أدائه الوظيفي لمختلف المراحل العمرية.
وأوضح، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن مثل الإدمان على الأجهزة الذكية في تأثيره، كمثل تأثير استعمال المادة المخدرة “الهيروين” وذلك لتأثيرها على الوظائف الإجرائية للدماغ ومنها الذاكرة والتخطيط والمرونة الذهنية والفكرية والانتباه.
وبيّن أن تراجع الأداء الوظيفي لأي من إحدى هذه الوظائف يؤثر على النتائج المدرسية للطفل والمكتسبات المعرفية والمهارات الحياتية.
ويمثّل الإدمان على الأجهزة الذكية، حسب المتحدث، ضربا من الاضطرابات العصبية لأنه يؤثر على العمل المباشر للدماغ ويعطي الإدمان أعراض الفطام، كما يتسبب الإدمان على الشاشات للطفل في اضطرابات سلوكية مثل العنف والاندفاع وعدم القدرة على التحكم في مشاعره وانفعالات وعدم القدرة على التواصل وتقييم الوضعيات مما تؤثر على التأقلم وتؤدي الى اضطرابات القلق والاكتئاب وتشتت الانتباه ومشاكل في الذاكرة واضطرابات النوم، وفق ذات المصدر.
ولفت الأخصائي النفسي بالمناسبة إلى أن الإدمان الرقمي يهدد جميع المراحل العمرية ويؤدي إلى ضمور الدماغ أو ما يعبر عنه بشيخوخة الدماغ، مضيفا أن الإدمان يلتجأ إليه الناس بسبب كثرة الضغوطات الحياتية فالعالم الافتراضي هو بمثابة مهرب.
ودعا إلى التربية الرقمية أي تحديد مدة الاستخدام ومضمونه عن طريق الوالدين والمربين والدفع أكثر نحو ممارسة أنشطة ترفيهية والعمل الجمعياتي لدعم القدرات الحسية والادراكية للطفل.
وقد حدّدت منظمة الصحة العالمية سن استخدام الشاشات، الممنوع دون سن 3 سنوات، لمدة لا تفوق ساعة واحدة في اليوم دون العاب الفيديو لمن هم دون 6 سنوات، ودون استعمال انترنات لمن هم دون 9 سنوات، وسمحت المنظمة لمن هم دون 12 سنة استخدام الشاشات دون وسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر ان المركز الوطني للإعلاميّة الموجّهة للطّفل قد نشر، في الأسبوع الجاري، كرّاس الأمن السيبرني “أمان” الذي تولّى إعداده ويتضمّن جملة من النّصائح والتوجيهات الإرشاديّة الموجّهة للأطفال والأولياء في مجال الاستخدام الآمن للفضاء السيبرني.