وصف وزير الشؤون الخارجيّة، نبيل عمّار، الزيارة التي يؤديها حاليا وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية، فيصل مقداد، إلى تونس بـ »التاريخية »، مضيفا أنّ جلسة العمل التي جمعتهما ظهر الثلاثاء بمقرّ الوزارة، تناولت العلاقات الثنائية وبعض جوانب التعاون بين البلدين ».
وأكّد عمّار في تصريح إعلامي إثر انعقاد جلسة العمل هذه، أنّ تونس تريد للعلاقات الثنائيّة التي كانت دائما « متميزة وعلى أحسن ما يرام »، أن تتواصل، حسب توجّه قيادتي البلدين، مشيرا إلى وجود رغبة مشتركة لدى الرئيسين قيس سعيّد وبشّار الأسد في تبادل الزيارات. كما أعرب عن أمله في أن تشهد الفترة القادمة « انتعاشة ترجع بالفائدة على مصلحة البلدين الشقيقين ».
وذكّر بأنّه كان للوزير السوري أيضا لقاء مع رئيس الجمهورية، قيس سعيّد « تم خلاله استعراض كل جوانب العلاقات التونسية السورية وقد كان الحديث معمّقا، تجاوز العلاقات الثنائية واهتم بالجوانب متعدّدة الأطراف، في ظل التحوّلات الكبيرة التي يشهدها العالم ».
من جهته قال وزير الخارجية السوري إن انقطاع العلاقات، طيلة 10 سنوات، كان نتيجة تطورات سياسية ولم يكن انقطاعا للروابط بين البلدين، مشدّدا في الآن ذاته على « ضرورة ألا تكون وسيلة قطع العلاقات الدبلوماسية، هي الوسيلة المتبعة بين الدّول العربية، مهما كانت التطوّرات »، وقال في هذا الصدد: « من يساهم في قطع العلاقات ينبذه الشعب ».
وبعد أن نوّه بقرار إعادة العلاقات الذي اتخذه رئيسا البلدين، قيس سعيّد وبشّار الأسد، أشار الوزير إلى أنّ الرئيس سعيّد، خلال اللقاء معه، « أكّد على ضرورة ألا تعود العلاقات بين البلدين كما كانت، وإنّما أقوى ممّا كانت عليه وهو ما يؤمن به الرئيس بشّار الأسد ».
وذكر أنّه ناقش مع رئيس الدولة، « القضايا التاريخية بين البلدين » وأكّد له أنّ « ما تم خلال السنوات العشر الماضية، لا يعكس إرادة الشعبين في سوريا وتونس وهو ما تؤكّده هذه الزيارة ».
كما لفت إلى أنّ المحادثات التي أجراها اليوم مع رئيس الجمهورية، بيّنت أن العلاقات القائمة بين البلدين « لا يمكن لأيّ إنسان فقد اتصاله مع الواقع أن يؤثر عليها »، مؤكّدا أنّه جاء محمّلا برسالة من الرّئيس بشار الأسد تؤكّد على ضرورة البحث في كلّ ما يقود إلى تعميق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
أمّا عن لقائه بنظيره التونسي، فقد أفاد وزير الخارجية السوري بأنّه تمّ التطرّق خلاله إلى بعض التفاصيل، موضحا أنه لم يكن هناك نقاط اختلاف بين الجانبين، كما أنه « لم يجد سوى الإتفاق على كل ما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين ».
وبخصوص التعاون الأمني بين البلدين، شدّد فيصل مقداد على ضرورة أن يقوم هذا التعاون على أساس أنّ « ما يخدم أمن تونس يخدم أمن سوريا كذلك »، متابعا قوله: « لذلك من النقاط الأساسية التي يجب التركيز عليها هو هذا الجانب لضمان أمن سوريا وتونس ».
وفي إشارة إلى الزيارات الأخيرة التي أداها إلى عدد من العواصم العربية وعلاقتها بإمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة، قال الوزير « إنّ سوريا لم تقم بأي فعل يتعارض مع مصلحة الأمة العربية وشعوبها، ومع ذلك تم اتخاذ قرارات في شأنها »، ملاحظا أن « ما يهمّ اليوم هو أن تكون العلاقات وثيقة بين الدول العربية، على المستوى الثنائي، من أجل تعزيز المواقف العربية، إقليميا ودوليا وزيادة حجم التجارة البينية في ما بين هذه الدول ».
وأكّد أنّ سوريا « لا تريد أن تكون سببا في الانقسام والتفتّت في صفوف الدول العربية »، معبّرا عن اعتقاده بأن « وجود سوريا في الجامعة العربية سابقا وحاضرا ولاحقا، يهدف إلى تعزيز مواقف الدول العربية وقضاياها ». وقال مقداد في تصريحه: « الكل يخسر لفقدان أي بلد، وخاصة إذا كانت سوريا، قلب العروبة، خارج هذا الإطار ».
شاهد أيضاً
100 نقطة للنهوض بقطاعات الشباب والرياضة والطفولة والثقافة بالمنستير
مثلت المشاغل والمشاكل في قطاعات الشباب والرياضة، والثقافة، وشؤون الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن محور …