وأكد وزير الخارجية في حواره على أن تونس عاشت قرابة العشرية بعد سنة 2011 ديمقراطية صورية تدخلت في جهات أجنبية، وهي تجربة لفضها التونسيون الذين عبروا بوضوح عن رغبتهم في بناء نموذج خاص بهم.
وبين أن الديمقراطية الحقيقية تنبع من الداخل والتجارب في الديمقراطيات العريقة تطلب استقرارها اكثر من قرن، وهي لا تزال رغم ذلك تواجه إلى اليوم تحديات كبيرة.
وأشار إلى أن من حق كل دولة وكل مجتمع حسب ما يقتضيه تاريخه وحسب تركيبته وخصوصيات محيطه أن يبني ديمقراطيته بالشكل الذي يناسبه، معتبرا أن الصحافة والإعلام يتمتعان بالحرية في تونس وكل مسؤول معرض للنقد وهو ما يفنّد وجود نظام متسلط.
ولفت إلى أن الاقتصاد التونسي في وضع صعب على الرغم من وجود جميع مقومات النجاح، وهذا الوضع هو نتيجة للحوكمة السيئة من جانب الطبقة السياسية السابقة.ذ.
وقال نبيل عمار ”في عالمنا هذا وللأسف عندما تكون محقا فلا يعني ذلك أن هناك من يصغي إليك”.
وأضاف قائلا ”نريد بناء ديمقراطية حقيقية لأننا دولة ما فتئت طيلة تاريخها تبحث لشعبها عن الكرامة والحرية. نساء تونس تحصّلن على حق الاقتراع قبل المرأة الغربية والعبودية ألغيناها قبل الآخرين. وهذا الخطاب لا يصل بالشكل الكافي لأن الأجندة هي أن نحشر تونس في الزاوية وتتهم بأنها دولة عنصرية”.
وأبرز أن العالم يعمل على تحقيق الأخلاق والعدالة فمن حق تونس أن تعامل بشكل لائق.
كما أوضح أن تونس لم تقصّر في التعاطي مع المهاجرين وليس هناك دروس يمكن أن نتلقاها في التعامل الإنساني. ، مشيرا إلى أنه في أماكن أخرى من العالم تبنى الجدران العازلة لإيقاف حركات الهجرة ويتمّ احيانا اطلاق النار عليهم لايقاف تدفقات المهاجرين.
وقال عمار ” لقد نبّهنا المجتمع الدولي بأنّ تونس لا يمكنها مواجهة هذه المسالة بمفردها ولا يمكننا فتح حدودنا للوافدين الذين تزايد عددهم بسبب السياسات الفاشلة لبعض الدول الجنوب”.
وتابع ”نحترم القانون الدولي الإنساني ونتعاون مع الصليب الأحمر ولا أحد يتحدث عن جهود العائلات التونسية لمساعدة المهاجرين بصفة تلقائية أو يذكر المليون لاجئ الذين قدموا من ليبيا إبان الثورة”.
وأفاد بأن تونس قالت لصندوق النقد الدولي أنه هناك خطوطا حمراء ونحن مستعدون للتعاون داخل هذا الاطار وليس في مصلحة أي طرف ان يتعثّر الاقتصاد التونسي.
وقال وزير الخارجية ”لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول ونرفض التدخل في شؤوننا الداخلية”، مضيفا أنه قد يكون لبعض الدول أجنداتها الخاصة ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب تونس.
وشدد على أنه لا يوجد أحد فوق القانون، فكونك سياسي سابق أو صحفي لا يمكنك أن تكون فوق القانون، مشيرا إلى أنه هناك تنسيق دوري مع وزارتي الداخلية والعدل للتأكّد من سلامة الإجراءات.
واعتبر أن العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكة عريقة وهامة بالنسبة لنا، وأمريكا التي نقدّرها هي التي تحترم شركائها مهما كان حجمهم.
كما أكد على أن تونس دولة عظيمة عندما يتعلق الأمر بتاريخها وبمساهمتها في الحضارة الانسانية، مبرزا أن تونس لم تخض أية حرب ولم تعتدي على أية دولة أو شعب، وهي تتمسك بالشرعية الدولية.
وأفاد بأن حقوق الفلسطينيين أمر مقدّس بالنسبة لتونس والتونسيين.