أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري المسلح لحركة “حماس”، لأول مرة، دخول مسيرة “الزواري” الانتحارية الخدمة واستخدامها في عملية “طوفان الأقصى”.
وقالت كتائب القسام إن سلاحها الجوي شارك بـ35 مسيّرة انتحارية من طراز “الزواري” في جميع محاور القتال، وساهم في التمهيد الناري لعبور مقاتليها إلى الأراضي المحتلة.
ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو لطائرة “الزواري” الانتحارية التي دخلت الخدمة خلال معركة طوفان الأقصى.
كانت المرة الأولى التي تطلق فيها حماس سربا من تلك الطائرات التي جابت سماء غزة في عام 2015 خلال احتفال حركة “حماس” بالذكرى السنوية الـ28 لتأسيسها، حيث حلّقت تلك الطائرات في أجواء العرض، وكان بينها سرب مِن طائرات “الزواري” الاستطلاعية.
و كان أوّل ظهور قتالي لها في 19 ماي عام 2021، خلال معركة “سيف القدس” و هي طائرة انتحارية محلية الصنع، بدأت أول مهامها طائرة استطلاع. سُمِّيت بهذا الاسم نسبة إلى القيادي في الجناح العسكري لحماس، المهندس التونسي محمد الزواري، الذي قُتِل عام 2016، أمام منزله في مدينة صفاقس في ديسمبر 2016 و الذي أحدث جيل من الطائرات المُسيَّرة لكتائب القسَّام.
أجرت مسيرات “الزواري” التي تحمل مقذوفات متفجّرة وتصيب أهدافها بدقة، طلعات رصد واستطلاع لأهداف ومواقع إسرائيلية وحلّقت فوق مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية. ودخلت الخدمة خلال معركة طوفان الأقصى، وشاركت في التمهيد الناري لعبور عناصر القسّام إلى مستوطنات غلاف غزة كونها طائرات مُسيَّرة هجومية تحمل على ظهرها صواريخ قتالية صغيرة، قادرة على إصابة أهداف محددة عن بُعد.
و يعود استخدام “حماس” لهذه الفئة تحديدا من المسيّرات إلى سهولة نشرها والتحرك بها والمناورة لخفة وزنها وصغر حجمها وبصمتها الحرارية القليلة يُمكّناها من الاقتراب من الهدف بدون اكتشافها، ثم تبدأ في الإجهاز عليه و بساطة التصميم مع التهريب الناجح لبعض المكونات الرئيسية مثل المحركات الإيرانية التي تبنى عليها، فمِثل هذه المسيرات ذات التكنولوجيا البسيطة تكفل إمكانية إنتاج أعداد كبيرة منها ذات تأثير ميداني تكتيكي كبير في حالة إصابة الهدف.
كما أن هذه المسيرات لا تحتاج إلى مدرج بل فقط مقلاع بسيط يمكن إطلاقه من أي منطقة بالقرب من القوات الإسرائيلية و إطلاقها بهذه الكمية في الأجواء الإسرائيلية يدعو إلى تساؤل بشأن فشل القدرات الإسرائيلية، المتمثلة في “قبة المسيرات”، في اعتراضها.