تحت عنوان « المستجدات في التوليد وطب النساء » انطلقت، الجمعة، بمركز التوليد وطب الولدان بالمنستير، أشغال الدورة الرابعة لملتقى التوليد وطب النساء ببادرة من مركز التوليد وطب الولدان وكلية الطب بالمنستير، وبمشاركة 150 من الأطباء والإطارات شبه الطبية، وفق ما أفادت به رئيسة الملتقى ألفة زوكار في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء
ويشمل هذا الملتقى التكويني، الذي سيتواصل على مدى يومين، اختصاصات عدّة منها طب النساء والتوليد، والإنعاش، والتبرع بالدم، والأشعة، وطفل الأنبوب، وتتمحور المداخلات حول المستجدات في مجال طب النساء، وكيفية حماية المرأة من الموت الناتج عن النزيف الحاد أثناء الولادة، واعتماد منظومة « الروتام » التي تسمح بالربط بين قاعة العمليات مع قسم البيولوجيا، والتعاون بين مختلف الاختصاصات المعنية عند إجراء عملية جراحية، وهي منظومة متوفرة في المنستير فقط وذلك منذ ثلاث سنوات، حسب ذات المصدر.
ويتطرق الحاضرون خلال هذا الملتقى إلى التقنيات المستجدة في مجال التقصي المبكر لضغط الدم لدى الحامل، والتقصى المبكر (ما قبل الولادة) لتشوهات خلقية أو إعاقات وغيرها لدى الجنين ويقوم على الكشف بالصدى وتحاليل الدم، وكيفية إنقاذ الجنين عند ولادته في أوّل الشهر السادس من الحمل، إلى جانب المستجدات في طرق التدخل عند تسجيل مضاعفات.
وسيخصّص اليوم الثاني من الملتقى لطب النساء، وإلى الطرق الجديدة في معالجة التعفنات والتوقي من السرطان، على غرار استعمال المنظار كحل أمثل، واستعراض العوامل المسببة للعقم.
وتنظم لأوّل مرة ورشة حول العنف الجنسي، إلى جانب ورشة حول كيفية إعلام المريض بمعلومة سلبية كإعلام المرأة بإصابتها بورم سرطاني، أو إعلام المرأة الحامل بموت الجنين في بطنها، علاوة على ورشة حول كيفية التقصى المبكر للأورام الحميدة أو الخبيثة، وكيفية قراءة أشعة الثدي المتعلقة بتقصى سرطان الثدي المنتشر (إمرأة من بين 8 نساء مصابة به).
من جانبه، ثمّن المدير الجهوي للصحة بالمنستير، جوهر المكني، محاور هذا الملتقى باعتبار علاقتها بالأهداف الكبرى للسياسية الوطنية للصحة التي تستهدف تقليص نسبة الوفيات خلال الولادة.
وأشار في هذا الإطار إلى البرنامج الوطني لسلامة الأم والوليد الذي وُضع سنة 1990 بهدف التقليص من الوفيات وأمراض الأم والوقاية من الإعاقة الناتجة عن تعكرات الحمل أو الولادة، مضيفا أنّ الإدارة الجهوية للصحة بالمنستير بصدد تنفيذ برنامج كبير على مستوى الخط الأوّل.
وأبرز جوهر المكني أنّ هذا الملتقى يتنزل ضمن إستراتيجية وزارة الصحة للنهوض بصحة الأم والطفل، مؤكدا على أهمية مواكبة المستجدات العلمية ودمجها في الممارسات اليومية، وتحسين الحوكمة، وتطوير مهارات المشتغلين في قطاع الصحة والمعنيين بالتكفل بالنساء الحوامل، وعلى أهمية التكامل بين الخطوط الصحية الثلاث وقيام كلّ طرف بدوره لتحقيق التقدم.