على اثر الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيّد الاسبوع الفارط إلى ولاية القيروان، وعلى ضوء الملاحظات التي أبداها في خصوص حماية مدينة القيروان ومعالمها الاثرية والتاريخية، دعت وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي أمس الاثنين مدير عام المعهد الوطني للتراث ومديرة وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والادارة العامة للتراث وعدد من إطارات الوزارة الى جلسة عمل خُصّصت للنظر في سبل تقدم الأشغال المتعلقة بترميم السور الأثري بالقيروان.
وأكدت الوزيرة خلال هذه الجلسة، حسب ما جاء في بلاغ لوزارة الشؤون الثقافية، على ضرورة التعجيل في إيجاد الحلول الكفيلة باتمام أشغال الترميم والصيانة في اقرب الآجال لما يكتسيه هذا السور من أهمية في صيانة مدينة القيروان من جهة وبعده الجمالي والسياحي من جهة أخرى.
وشددت أمينة الصرارفي على ضرورة تجاوز كل الصعوبات والاشكاليات العالقة التي تحُول دون استكمال عملية الترميم وضرورة تقديم الحلول العاجلة والعملية من كافة الهياكل المعنية حفاظا على الأرواح البشرية والممتلكات التاريخية والتراثية الوطنية.
ويذكر ان بناء سور المدينة العتيقة بالقيروان يعود إلى العهد العباسي وكان المشرف العلمي للتراث بالمعهد الوطني للتراث بالقيروان فتحي البحري قد أفاد « وات » خلال شهر فيفري من سنة 2023، بأنه سيتم الانطلاق في عملية ترميم هذا الجزء من السور واصفا هذه العملية بانها « ليست سهلة » نظر لان الواجهة الجنوبية شملتها أشغال صيانة بين سنة 1966 و1968 تم خلالها اعتماد الأسمنت في أرضية السور على طول 40 صم وهو ما يتعارض مع تقنيات ترميم المعالم الأثرية .
وأوضح كذلك ان الرجة الارضية التي شهدتها ولاية القيروان في شهر أوت من سنة 2004 أثرت على عديد المعالم وتسببت في سقوط منازل كما كان تأثير هذه الرجة اكبر على الواجهة الجنوبية للسور التي تبين من خلال البحوث التي قام بها المعهد ان استعمال الأسمنت كان السبب في احداث تصدعات بهذه الواجهة.
وتجدر الإشارة الى ان مشروع ترميم سور المدينة العتيقة بالقيروان يندرج ضمن برنامج ترميم عدد من المعالم الاثرية بالقيروان انطلق سنة 2016 باعتمادات مالية متمثلة في هبة من سلطنة عمان وفق تقنيات ومعاييرصيانة تونسية ، ويأتي ترميم سور المدينة العتيقة كآخر مرحلة من المشروع.
وجدير بالتذكير ان جزءا من سور المدينة العتيقة بالقيروان، انهار يوم 16 ديسمبر 2023، وأسفر هذا الانهيار عن ثلاث وفيات وثلاثة جرحى أصيبوا بكسور وهم من العملة اللذين كانوا بصدد القيام بعملية ترميم السور، حسب ما أفاد به المدير الجهوي للصحة بالقيروان معمر الحاجي صحفية « وات ».