أسدل الستار عشية الأحد 20 أفريل الجاري على الدورة الثانية من مهرجان مساكن لفيلم التراث و التي عرفت تطورا في المشاركات كما و كيفا. ففي فئة الصور الفوتوغرافية و التي تمحورت حول التراث المعماري تلقت لجنة التحكيم 67 صورة تم إنتقاء 21 منها للمشاركة في المعرض بفضاء دار الثقافة علي بن خليفة بمساكن. و في فئة الأفلام القصيرة ورد 33 فيلما في المجمل تم اختيار 17 منها للمسابقة.
و يحسب للمهرجان تركيزه على الجانب التكويني للشباب من خلال ثلاث ورشات تكوينية تطبيقية في الصورة و الفيلم صناعة و تحليلا . و استقطابه لمحبي هذه الإختصاصات رغم أن غالبية المشاركين كانوا من طلبة معهد الفنون الجميلة بسوسة.
في المقابل لا يمكن إخفاء أن الدعم المالي لهذه التظاهرة و كسائر التظاهرات الثقافية في الجهة، يبقى دون المأمول حيث كان يمكن تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المواقع في معتمدية مساكن لإبراز ثرائها و عمقها التراثي للمشاركين و الزوار و ذلك في تماهي كامل مع الإطار العام للمهرجان و هو الإحتفاء بشهر التراث و لتكون هذه الزيارات نواة لأفكار إبداعية تتبلور في المستقبل لتثري هذا المهرجان أو غيره من المناسبات الثقافية و الفنية.
و رغم ما لامسناه من مجهودات قيمة من إدارة دار الثقافة بمساكن و إطاراتها و منتسبيها لإنجاح هذه الدورة و تقديم الأفضل إلا أن الجانب التنظيمي للتظاهرة في حاجة لمزيد العناية و التركيز خاصة من ناحية الإلتزام بالمواعيد و توقيت عرض الأعمال و تماهيها مع البرنامج المقدم مسبقا للرأي العام.
و أخيرا يبقى مهرجان مساكن لفيلم التراث حدثا هاما في الجهة من خلال تنشيط المدينة و استقطاب محبي السينما و الصورة و التراث جهويا و وطنيا و تثمين المبادرات المجتمعية في مدينة مساكن التي تعنى بالموروث الفكري و الحضاري المادي و اللامادي.
(منى شريّط)