شارك وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، اليوم 21 نوفمبر 2017 في فعليات المؤتمر الاسلامي العاشر لوزراء الثقافة، في مدينة الخرطوم عاصمة جمهورية السودان، تحت شعار (نحو تنمية ثقافية مستدامة لمدن المستقبل في العالم الإسلامي)، بحضور وزراء الثقافة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وعدد من الخبراء، وممثلي المنظمات العربية والدولية المهتمة بالعمل الثقافي..
واعتبر وزير الشؤون الثقافية خلال مداخلته أن هذه الدورة ستحظى بأهمية خاصة في هذا الظرف الذي يمر به العالم الإسلامي اليوم والذي يتطلب عملا دؤوبا وتنسيقيا قويا بين الدول والحكومات من أجل تطبيق الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي بكل ما تحمله من مشاريع وبرامج ثقافية وتنموية.
كما شدّد على ضرورة دفع الثقافة إلى الاضطلاع بأدوار أساسية في هذا الظرف ودعم العمل الثقافي بقوة ليكون رافدا للتنمية وسدّا منيعا أمام دعوات التطرف وحركات الإرهاب، موضحا أن قطاع الثقافة هو دعامة المواطنة الحقيقية بما توفره من سبل التعامل الحضاري بين البشر ودعامة السلام بما تسمح به من حوار بين المجموعات البشرية المختلفة.
وأشار محمد زين العابدين إلى تحقيق البلاد التونسية بكل تعهداتها تجاه التزاماتها بالإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي انطلاقا من مبادئ دستورها الجديد الذي ينص فصله الثاني والأربعون على أن الحق في الثقافة مضمون وحرية الإبداع مضمونة ويلزم الدولة بتشجيع الإبداع الثقافي ودعم الثقافة الوطنية في تأصلها وتنوعها وتجددها بما يكرس قيم التسامح ونبذ العنف والانفتاح على مختلف الثقافات والحوار بين الحضارات وحماية الموروث الثقافي.
وأكّد وزير الشؤون الثقافية على أن كل هذه المبادئ الدستورية تتقاطع تماما مع الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي بما يحملنا مسؤولية خاصة في تمتين أواصر التعاون مع بلدان العالم الاسلامي ومع منظماته وخاصة منظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة اللتين تجمعهما بتونس علاقات قديمة وقوية ومتواصلة.
وأعرب عن سعادته لتقديم البرامج الوطنية للثقافة “تونس مدن الفنون” و”تونس مدن الحضارات” و”تونس مدن الآداب والكتاب” أثناء هذه الدورة من خلال تقديم الخبرات التونسية في هذه المجالات التي لقيت نجاحا باهرا ودعمت مبادرات المئات من الجمعيات التونسية المتكونة في الغالب من الشباب، في إطار رؤيتنا اللامركزية للعمل الثقافي مع المحافظة على الدور التوجيهي والاستراتيجي للدولة والربط بين المبادرات الثقافية والتنمية في كل الجهات لا سيما منها الجهات المشمولة بالتمييز الإيجابي والأحياء الشعبية وأحزمة المدن الكبرى.
وأعلن الوزير أن وزارة الشؤون الثقافية عملت على تقديم برنامج طموح لحماية التراث وتثمينه وتطوير السياحة الثقافية معبّرا عن اعتزازه بتقديم الخبرات التونسية في هذا المجال والاستفادة من خبرات بقية الدول الإسلامية باعتبار الرابط التاريخي بين المكونات التراثية في كل العالم الإسلامي.
هذا المؤتمر العاشر الذي يلتئم في الخرطوم تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيكو-، بالتعاون مع وزارة الثقافة في جمهورية السودان، وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ويناقش المؤتمر في هذه الدورة (وثيقة المبادئ التوجيهية بشأن الثقافة والمدينة)، و (الدراسة التوجيهية حول المؤشرات الثقافية للتنمية)، و (الإعلان الإسلامي حول حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي)، و (الصيغة المعدلة للإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي).
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة تقرير المدير العام حول تنفيذ الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، والتقرير الختامي للإجتماع الخامس عشر للمجلس الإستشاري المكلف بمتابعة تنفيذ الإستراتيجية الثقافية.
وأختيرت تونس عاصمة للثقافة والتراث للعالم الإسلامي سنة 2019، ويذكر أن الدورة الأولى للمؤتمر الإسلامي وزراء الثقافة عقدت في دكار بجمهورية السنغال (يناير 1989)، والثانية في الرباط بالمملكة المغربية (نوفمبر 1998)، والثالثة في الدوحة بدولة قطر (ديسمبر 2001)، والرابعة في الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية (ديسمبر 2004)، والخامس في طرابلس بليبيا (نوفمبر 2007)، والسادسة في باكو بجمهورية أذربيجان (أكتوبر 2009)، والسابعة في الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ديسمبر 2011)، والثامنة في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية (يناير 2014)، والتاسعة في مدينة مسقط بسلطنة عمان (2015