أوضحت إدارة التلفزة الوطنيّة في ردّها على البيان الصحفي للجامعة التونسية لكرة القدم بخصوص بث مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره الموريتاني ما يلي:
1. ان االتلفزة التونسية ومنذ بداية مشاركات المنتخب الوطني كانت المساند التاريخي لــــه و الراعي لإشعاعه و انها باقتنائها لحقوق بث البطولة الوطنية لكرة القدم بمبلغ 4.5 مليون دينار للسنة الواحدة ولمدة 3 سنوات (13.5 مليون دينار) رغم الشطط البيّن في الكلفة بدليل عدم مشاركة أي قناة تلفزية في طلب العروض ،قد بينت بما لا يدع مجالا للشك انها وسلطة الإشراف تعتبران أن اقتناء حقوق البث للبطولة الوطنية لكرة القدم عمل سيادي يتنزل في اطار مهام المرفق العام و تكريس حق كل الجماهير الرياضية في كامل تراب الوطن في مواكبة مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم،
2. ان التلفزة التونسية تعتبر انه من حيث المبدأ، فان تغطية مباريات المنتخب الوطني حق وطني متاح لا بد ان يخرج عن دائرة الربح التجاري و عن دائرة الخوصصة باعتبار ان تحمل التلفزة التونسية لأعباء حقوق البث للبطولة الوطنية لكرة القدم هو دعم غير مباشر من الدولة بمنشآتها العمومية ومؤسساتها للجمعيات الرياضية و للمرفق الرياضي و على رأسه حامل رايتنا الوطنية منتخبنا الوطني باعتبار أن اقتناء حقوق بث البطولة الوطنية هو و بلغة محاسبية صرفة اقتناء تنتفي فيه أي مردودية اقتصادية للتلفزة التونسية التي و بدعم من سلطة الاشراف ممثلة في رئاسة الحكومة خيرت الاضطلاع بمهام المرفق على حساب موازناتها المالية،
3. ان الظرف الذي تمر به البلاد و وخاصة الازمة التي يواجهها اقتصادنا الوطني تفرض تظافر كل الجهود دولة ومؤسسات عمومية و هياكل رياضية للتخفيف من أعباء المرفق العام حفاظا على التوازنات المالية للدولة و نأيا بالاستحقاقات الوطنية والتظاهرات ذات الطبيعة السيادية عن كل توظيف تجاري ،
4. ان التلفزة التونسية عتبر مباريات المنتخب الوطني تظاهرة رياضية سيادية وذات طابع وطني وتكتسي صبغة المرفق العام باعتبار طبيعة التمويل (تمويل الدولة المبــاشر و دعم الجامعة غير المباشر باقتناء حقوق بث البطولة من قبل مؤسسة التلفزة التونسية) و هو ما استقرت عليه تشاريع و قوانين عدة دول مقارنة قضت بإقصاء التظاهرات الرياضية السيادية وذات الأهمية الوطنية القصوى من أي احتكار يمس بجوهر الحق و طبيعته بما يحرم جانبا من الجمهور الوطني من النفاذ المفتوح إلى هذه التظاهرات المرتبة ذات اهمية وطنية و على راسها مباريات المنتخب الوطني بما فيها الودية.
5. ان التلفزة التونسية و من منطلق الشراكة مع الجامعة التونسية لكرة القدم تدعو مسيري هذا الهيكل الرياضي العريق الى مواصلة نهج الشراكة والتعاون الذي ميز علاقة المؤسستين لما فيه خير الوطن بما لا يحرم الجماهير الرياضية من حقها في مواكبة مباراة منتخبها الوطني دون المساس بتوازنات المرفق العام و مبادئ الحفاظ على المال العام وبما لا يمس من السعي المشترك لخدمة المرفق العام الرياضي الوطني .
6. ان التلفزة التونسية ومنذ علمها بعزم الجامعة التونسية لكرة القدم التفويت في حقوق بث مباراة المنتخب الوطني امام نظيره الموريتاني، قد قامت مبدئيا بتجنيد كل امكانياتها التقنية و حركت كل وسائلها المتنقلة لمواكبة الحدث المذكور حفاظا على الذاكرة الوطنية و توثيقا لهذا الحدث الوطني و الجهوي، خاصّة وان هذه المباراة تمثل أول تنقل للمنتخب الوطني لقابس العريقة و أول مصافحة لهذا الجمهور الوفي مع منتخبه بعد انتصاره على نظيره الليبي،
7. ان التلفزة التونسية وبعد إعطاء الاذن لمصالحها المختصة بتحريك امكانياتها التقنية قبالة قابس قامت بالتنسيق مع الوزارة المكلفة بالرياضة بالتعبير عن استعدادها اللامشروط لتحمل كلفة انتاج المباراة المذكورة (في حدود 20.000 دينار دون اعتبار خلاص الساعات الإضافية للأعوان ومنح التنقل ) كما جرى به العمل في المباريات الودية وان الوزارة المكلفة بالرياضة مشكورة قد تعهدت بعد التنسيق مع السلط الجهوية بالمساهمة في تحمل أعباء المرفق و خلاص الجامعة التونسية لكرة القدم رغم تحفظاتنا المبدئية على الطبيعة التجارية للمطالب ،
8. إن التلفزة التونسية تجدد دعوتها للجامعة التونسية لكرة القدم إلى تسهيل مهمة فرقها التقنية والصحفية لإنجاح هذا العرس الكروي الوطني والجهوي كما تجدد دعوتها الأخوية لهذا الهيكل الرياضي الذي تجمعنا به شراكة تاريخية متواصلة إلى الناي بهذا الواجب الوطني عن كل اعتبار تجاري أو ربحي أو توظيف جهوي، خاصّة وانه من المفترض أن نتعاون على الاضطلاع بمهام المرفق العام في فترة صعبة تمر بها بلادنا و خاصة و أن التلفزة التونسية ومن منطلق الواجب الوطني و حفظا للذاكرة الوطنية ماضية في تصوير وتغطية مقابلة المنتخب الوطني و بث المقابلة المذكورة تأمينا لمهام المرفق العام التي تضطلع بها و من عمق روح الوطنيـة و الشراكة السالف بيانهما