أكّد مدير حفظ الصحة محمد الرابحي في تصريح لـ «الشروق» أنه تم تشخيص الوضعية بجهة نابل وإحصاء النقاط السوداء، والقيام بتشخيص لوضعية المحلات المفتوحة للعموم والمنازل المغمورة بمياه الأمطار والأوحال التي من شأنها أن تكون لها انعكاسات صحية خطيرة.
وتابع الرابحي أنه تم إصدار بلاغ للعموم لحث المواطنين على إتيان بعض السلوكيات لتنجب المخاطر الصحية الناجمة عن المياه الملوثة، داعيا إلى عدم استعمال مياه الأبار والمواجل خلال هذه الفترة، باعتبارها غير صالحة للاستعمال ناصحا بتغلية المياه وتطهيرها بمادة الجفال قبل استعمالها.
ودعا الرابحي إلى تنظيف الخضر وتطهيرها قبل استهلاكها، داعيا إلى عدم استغلال المواد الغذائية المغمورة بالمياه والأوحال، وشفط المياه التي غمرت المنازل والمحلات.
وقال الرابحي إنّ الهياكل الصحية التابعة لإدارة حفظ الصحة وضعت على ذمة ولاية نابل مستلزمات التطهير والتجهيزات التي يتم استعمالها في تطهير المنازل والمحلات، إلى جانب القيام بعملية تأطير فني ووضع الإمكانيات البشرية للسلط المحلية بجهة نابل.
وبخصوص الانعاكسات والمخاطر الصحية التي قد تتسبب فيها الفيضانات التي عاشتها ولاية نال، قال الرابحي ان مخاطرها لا تحصى ولا تعد، إذا لم يتم القيام بالإجراءات اللازمة، مؤكدا أن إدارة حفظ الصحة المركزية والإدارات الجهوية التابعة لها بصدد القيام بعمليات التشخيص وأخذ عينات من المياه الراكدة ومياه البحيرات والسدود لتحليلها، لضمان التدخل الناجع.
وقال إن تأثيرات الفيضانات قد تظهر في الأيام القليلة القادمة، خاصة من المياه الراكدة التي قال انه يجب شفطها، لأنها حاملة لجراثيم أو تسممات أو مواد عضوية نتيجة جثث حيوانات ردمتها الأوحال، مشيرا إلى أن النقاط السوداء التي تم تشخيصها هي مياه راكدة بها أوحال ومياه مستعملة وان ارتفاع دراجات الحرارة سيجلب الحشرات والناموس، وهو ما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، مؤكدا انه تم تكثيف المجهودات لتجنب هذا السيناريو.
وفي نفس السياق، أكّد الرابحي انه تم تكثيف المراقبة على المياه المستعملة الحاملة للجراثيم واقتطاع عينات منها وتحليلها تفاديا للأمراض ووباء الكوليرا، داعيا إلى ضرورة التفاعل الايجابي بين جميع السلط للتجنب الأوبئة والأمراض التي قد تنجر عن تلك الأمطار والفيضانات التي أصبحت مهددة للسلسلة الغذائية (خضر وغلال ولحوم…) بسبب تلوث المياه خاصة مع ارتفاع دراجات الحرارة وتكاثر الجراثيم وإمكانية تناقلها عبر الحشرات.
وفي ختام حديثه، أكد الرابحي أن الفيضانات هي وكر للأوبئة، وان التدخل يجب أن يكون سريعا وناجعا لتلافي الأمراض وتسمم المواطنين، مؤكدا أن إدارة حفظ الصحة بصدد أخذ عينات والقيام بالتحاليل اللازمة التي سيتم الكشف عن نتائجها في الأيام القادمة.