نظّم صحفيون وأعضاء من المجتمع المدني في عموم باكستان، الإثنين، مسيرات احتجاجية على قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده مطلع أكتوبر الماضي.
وتظاهر المشاركون في العاصمة إسلام أباد، وكراتشي، ولاهور، ومولتان، وغوجرانوالا، وفيصل أباد، وسوكور، ومدن أخرى، تلبية لدعوة اتحاد الصحفيين الفيدرالي في باكستان، وهو مظلة لعدة نقابات صحفية.
وفي كراتشي، نظم عدد كبير من الصحفيين الذين كانوا يحملون لافتات تحمل شعارات منددة بمقتل خاشقجي مظاهرة احتجاجية أمام نادي الصحافة في المدينة.
ووصف جي. إم. جمالي أمين عام الاتحاد، في كلمة ألقاها خلال التظاهرة جريمة قتل خاشقجي بأنها “شريرة”، وبأنها نتيجة لحملة مستمرة لإسكات الصحافة الحرة في العديد من البلدان”.
وأضاف: “لن ندع هذه القضية. العالم بشكل عام والأخوة الصحفيّين على وجه الخصوص، صُدموا من جريمة قتل خاشقجي القاسية وتقطيع أوصاله. هذا ببساطة غير انساني”.
بدوره، أدان طارق عبد الحسن، رئيس اتحاد الصحفيين في كراتشي، مقتل خاشقجي، كما رحب بتعامل الحكومة التركية مع القضية بحكمة، ومتابعتها للقضية رغم كل الصعاب.
وقال :”إنها مسألة حياة أو موت لمجتمع الصحفيين”.
وأضاف “لو أن المجرمين المسؤولين عن قتل خاشقجي يتم إعطاؤهم عبورًا آمنًا فإن ذلك سيمهد الطريق لمزيد من العنف ضد الصحفيين في جميع أنحاء العالم”.
وطالب بمحاسبة الجناة الحقيقيين المسؤولين عن هذه الجريمة.
وفي لاهور، تم تنظيم مظاهرة احتجاجية أمام نادي لاهور للصحافة، كما خرج تجمع احتجاجي من نادي الصحافة الوطني في إسلام أباد.
وتواجه السعودية أزمة كبيرة على خلفية قضية مقتل خاشقجي، إذ أعلنت المملكة في 20 أكتوبر الماضي، مقتله في قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.
وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفائه قبل أن تقول إنه تم قتله وتجزئة جثته بعد فشل “مفاوضات” لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة.
وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أن من أمر بقتله هو “رئيس فريق التفاوض معه” دون ذكر اسمه، وأن الجثة تمت تجزئتها من جانب من قتلوه (دون تسميتهم)، وتم نقلها إلى خارج القنصلية.
واعتبر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن بعض تصريحات النيابة العامة السعودية “غير مرضية”.
وشدد تشاووش أوغلو على ضرورة “الكشف عن الذين أمروا بقتل خاشقجي والمحرضين الحقيقيين، وعدم إغلاق القضية بهذه الطريقة”.