ارتفع عدد ضحايا التفجيرات التي وقعت في سريلانكا أمس الأحد إلى 290 قتيلا ونحو خمسمئة جريح، في حين دعا رئيس الوزراء إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني، وأعلنت السلطات اعتقال 13 شخصا بشبهة التورط في التفجيرات.
وقالت الشرطة اليوم الاثنين -في بيان قدمت فيه أحدث إحصاء للضحايا- إن بين القتلى 36 أجنبيا. وقال مسؤولون وتقارير إعلامية إن القتلى الأجانب من تركيا والصين والهند وهولندا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، كما لم تعلن السلطات أي تفاصيل تتعلق بالموقوفين المشتبه بهم. لكن وزير الدفاع وصف الهجمات بأنها “عمل إرهابي من جماعات متطرفة” دون أن يذكر تفاصيل.
ورفعت السلطات صباح اليوم حظر التجول الذي فرضته في كل أنحاء البلاد عقب التفجيرات، وحجبت معه شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل مثل فيسبوك وواتساب.
وأفادت وكالة رويترز أن جنودا يحملون أسلحة آلية انتشروا أمام الفنادق الرئيسية ومركز التجارة العالمي في الحي التجاري بالعاصمة. وأعلنت السلطات إغلاق جميع المدارس الاثنين والثلاثاء.
في غضون ذلك، أصدرت الخارجية الأميركية تحذيرا لمواطنيها بشأن السفر إلى سريلانكا، قالت فيه إن “جماعات إرهابية” لا تزال تخطط لهجمات محتملة.
وأضافت أن “إرهابيين” قد يشنون هجمات “دون سابق إنذار” وأوضحت أن من بين الأهداف المحتملة أماكن سياحية ومحطات وسائل النقل ومراكز تجارية وفنادق وأماكن عبادة ومطارات ومناطق عامة أخرى.
واستهدفت سلسلة التفجيرات أمس الأحد كنائس وفنادق فاخرة أثناء احتفال المسيحيين بعيد الفصح، وهي أول هجمات كبيرة تشهدها البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشر سنوات.
ووقعت التفجيرات -ومنها تفجيران انتحاريان على الأقل وفقا للسلطات- في كنيستي سانت أنتوني وسانت سيباستيان في بلدة نيغومبو، إضافة إلى كنيسة زيون شرقي بلدة باتيكالوا، وأربعة فنادق بالعاصمة كولومبو وضواحيها، كما وقع تفجير ثامن بالضاحية الشمالية للعاصمة، وتحديدا أوروغو داواتا.
وأثارت التفجيرات توترا بهذا البلد المتعدد الأعراق والديانات، إذ أعلنت الشرطة مساء أمس وقوع هجوم بقنبلة حارقة على مسجد في منطقة بوتالوم بشمال غرب البلاد، كما تعرض متجران يملكهما مسلمون بمنطقة كولاتارا في الغرب لهجمات تخريبية.
وقال رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ أمس إن الحكومة تلقت “معلومات مسبقة” عن احتمال قيام جماعة إسلامية محلية غير معروفة بهجمات على كنائس لكنها لم تتخذ الاحتياطات الكافية لمنع الهجوم.
من جهة أخرى، طلب مالكولم رانيث كبير أساقفة كولومبو من المواطنين التحلي بالهدوء خلال حديثه بقناة تلفزيونية، كما طلب من السلطات تقديم المسؤولين عن الهجمات للعدالة.
ومن مجموع سكان سريلانكا -البالغ عددهم نحو 22 مليون شخص- يمثل البوذيون 70% والهندوس 12.6% والمسلمون 9.7% والمسيحيون 7.6%، وفقا للتعداد السكاني الذي أجري عام 2012.
وفي تقريرها لعام 2018 بشأن حقوق الإنسان بسريلانكا قالت الخارجية الأميركية إن بعض الجماعات المسيحية والكنائس أبلغت عن تعرضها لضغوط لإنهاء تجمعات للعبادة بعد أن صنفتها السلطات بأنها “تجمعات غير مرخص لها”. وقال التقرير أيضا إن الرهبان البوذيين حاولوا مرارا إغلاق أماكن العبادة للمسيحيين والمسلمين استنادا لما ذكرته مصادر لم يتم الكشف عنها.
وقد لقيت التفجيرات تنديدا واسعا في أنحاء العالم. وقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب “التعازي القلبية” للشعب السريلانكي، وأعلن استعداد بلاده لتقديم المساعدة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التفجيرات “هجوم على الإنسانية بأسرها” في وقت قال فرانشيسكو بابا الفاتيكان أمام الجموع التي أحيت عيد الفصح في ساحة القديس بطرس “أود إبداء تعاطفي مع الطائفة المسيحية التي تعرضت لهجوم أثناء تجمعها للصلاة وكل ضحايا مثل هذا العنف”.
من جانب آخر، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن في بيان “يتعين علينا جميعا أن تكون لدينا الإرادة والحلول لإنهاء مثل هذا العنف”.