قصف سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق الوطني الليبية فجر اليوم السبت غرفة عمليات لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر غرب مدينة سرت، في وقت تستمر فيه المواجهات على محاور عدة جنوب طرابلس رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وفسح المجال لمواجهة تفشي وباء كورونا.
وأعلن المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لقوات حكومة الوفاق عن استهداف غرفة عمليات لقوات حفتر في منطقة الوشكة بعد يوم من مواجهات وقصف متبادل أوقع عشرات القتلى من الطرفين.
وذكرت مواقع ليبية أن طائرة مسيرة لقوات الوفاق وطائرتين لقوات حفتر نفذت ضربات متبادلة في منطقتي الوشكة وأبو قرين بين مدينتي سرت ومصراتة.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين أمس غرب مدينة سرت، وقالت حكومة الوفاق إن من بين قتلى قوات حفتر في هذه الاشتباكات علي سيدا التباوي، أبرز المقربين من حفتر والمسؤول الأول عن جلب المسلحين الأفارقة المنتمين لفصائل مسلحة معارضة من تشاد والسودان للقتال.
وأكدت مصادر إعلامية أن قتلى قوات حفتر في هذه الاشتباكات تجاوزوا 40 عنصرا، في حين قتل أكثر من 23 من قوات الوفاق.
وأكدت المصادر أن من بين قتلى قوات حفتر من وصفتهم بمرتزقة سودانيين ينتمون إلى فصلية الجنجويد السودانية.
وفي وقت سابق، أعلن المكتب الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق أن 27 من مقاتلي قوات حفتر أسروا في عملية بقاعدة الوطية الجوية جنوب غرب طرابلس، وأحليوا للجهات المختصة للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا قبل التحقيق معهم.
ونشرت قوات حكومة الوفاق صورا قالت إنها لأسرى قاعدة الوطية، وأضافت أن سلاح الجو التابع لها يواصل توجيه ضربات محددة في القاعدة بعد العملية العسكرية التي نفذتها هناك وتمكنت خلالها من أسر مقاتلين من قوات حفتر والاستيلاء على معدات عسكرية.
وفي السياق، قال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو إن قواتهم استولت على عدد من المركبات وعربة غراد ودبابة تابعة لقوات حفتر في محور أبو قرين شرق مصراتة.
وأضاف قنونو أن قوات قوات الوفاق دمرت عددا من آليات قوات حفتر، وأن جثث مقاتلين من قوات حفتر احترقت داخل مدرعات إماراتية، مؤكدا صد هجوم تعرضت له قواتهم هناك.
وقبل أيام، أطلقت قوات حكومة الوفاق عملية أطلقت عليها “عاصفة السلام” جنوب طرابلس ردا على انتهاك قوات حفتر وقفا لإطلاق النار، وأكدت أنها تمكنت من إحراز تقدم في محاور عدة.
قلق أميركي
سياسيا، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير مايك بومبيو عبر للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بورل عن قلقه من تجدد القتال في العاصمة الليبية، مؤكدا ترحيب الولايات المتحدة بجهود الاتحاد الأوروبي الجديدة لتنفيذ حظر الأسلحة الذي أقرته الأمم المتحدة.
من جهته، دعا بورل الأطراف الليبية المتصارعة إلى ضبط النفس، معبرا عن أسفه لتصاعد وتيرة الاشتباكات في ليبيا.
وفي نفس الإطار، أكد سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن أفضل نهج لتجسيد الهدنة الإنسانية هو أن يعلق اللواء المتقاعد خليفة حفتر حملته على طرابلس بما يسمح للجانبين بالعودة إلى وقف إطلاق النار.
وحث نورلاند، في رسالة وجهها للقيادات العسكرية والسياسية والشعب الليبي، على صفحة السفارة الأميركية بموقع فيسبوك، على اتخاذ هذه الخطوات قبل التفشي المتوقع لفيروس كورونا.