وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي أصيب قبل أيام بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)- إلى البيت الأبيض، بعد أن غادر الاثنين مستشفى “والتر ريد” العسكري، وذلك رغم أن أطباءه أكدوا أنه لم يتعاف بعد من المرض.
وخرج ترامب من مستشفى “والتر ريد” سيرا على الأقدام مرتديا كمامة، ثم استقل سيارة خاصة أقلته نحو مربض الطائرات، حيث استقل مجددا مروحية “مارين 1” التي أقلته إلى البيت الأبيض في دقائق قليلة، لأن المسافة لا تتجاوز بضعة كيلومترات.
ولدى وصوله إلى شرفة البيت الأبيض نزع ترامب كمامته وأدى مطولا تحية عسكرية لرجال الأمن، كما لوّح مرات عديدة بشارة النصر لأنصاره وكاميرات وسائل الإعلام التي واكبت رجوعه.
وقبل خروجه، غرد ترامب على تويتر “سأعود قريبا لمواصلة الحملة الانتخابية، والأخبار الكاذبة تظهر فقط استطلاعات الرأي المزيفة”.
كما نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن حملة ترامب للرئاسيات أن “الرئيس يخطط للمشاركة في المناظرة مع بايدن في 15 أكتوبر “.
وكان ترامب (74 عاما) كتب أيضا على تويتر قبل ذلك “أشعر فعلا بأنني بخير، لا تخشوا كورونا.. لا تدعوه يسيطر على حياتكم”، وقال في التغريدة نفسها إنه يشعر بأنه “أفضل مما كان عليه قبل 20 عاما”.
وعلى الرغم من تأكيد ترامب أنه بخير فإن الفريق الطبي الذي يشرف على علاجه -والذي سمح له بمغادرة المستشفى ليعود إلى مقر إقامته في البيت الأبيض- أوضح أنه لم يخرج من دائرة الخطر، وعبر عن قلقه من احتمال تدهور صحته، مشيرا إلى أنه لهذا السبب سيواصل متابعة وضعه الصحي، وسيحاول أن يسمح له بأداء مهامه من بيته لضمان ظروف صحية آمنة.
وقال الفريق إن الرئيس يحتاج إلى 10 أيام كي يتماثل للشفاء، موضحا أنه لا يعاني من آثار جانبية للأدوية التي تناولها على جهازه العصبي، وأنه كان يعاني من جفاف وتعافى منه.
وأضاف أنه لم يحتاج خلال الأيام الثلاثة الماضية أدوية خافضة للحرارة، موضحا أنه كان يعاني من سعال خفيف، لكنه لم يعان من آلام في العضلات.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قال كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز إن الحالة الصحية لترامب في تحسن مستمر، وتحدث عن “تقدم مذهل” نحو تعافيه من المرض، معبرا عن تفاؤله باحتمال أن يغادر الرئيس اليوم مستشفى “والتر ريد” العسكري الذي نقل إليه مساء الجمعة بعد ساعات من ثبوت إصابته بفيروس كورونا.
وأضاف ميدوز في حديث لقناة “فوكس نيوز” (Fox News) أن ترامب مستعد للعودة إلى جدول أعماله الاعتيادي في البيت الأبيض، وذلك بالنظر إلى تحسن وضعه الصحي.
وكانت قد ظهرت على ترامب عدة أعراض تنتج عن الإصابة بفيروس كورونا، وتمثلت في الحمى والسعال واحتقان الأنف، كما تعرض بعيد نقله إلى المستشفى يوم الجمعة لنوبتي نقص للأكسجين في الدم، وهو ما استدعى تزويده بأكسجين إضافي، لكن طبيبه أكد أنه لم يتعرض لضيق تنفس.
ومنذ إدخاله المستشفى يتلقى الرئيس الأميركي عدة علاجات ضد فيروس كورونا، بينها عقار ريمديسيفير المضاد للفيروسات ضمن فترة علاجية تستمر 5 أيام، إضافة إلى عقار ديكساميثازون، وهو من عائلة الستيرويدات، ويستخدم لعلاج مرضى الحالات الحرجة المصابين بكورونا.
وحتى إذا سمح لترامب بمغادرة المستشفى فإنه سيحتاج إلى مواصلة العلاج، لأنه لا يزال في فترة العلاج بعقار ريمديسيفير، وتمتد فترة الحجر المعتادة لكل من يصاب بالمرض 14 يوما.
وفي وقت سابق، دافع كبير خبراء الأوبئة في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي عن الفريق الطبي في البيت الأبيض الذي تعرض لاتهامات بعدم تقديم معلومات شفافة عن حالة الرئيس الصحية.
رسائل الرئيس
ومنذ يوم الجمعة، تحدث الرئيس في رسائل بالفيديو لطمأنة مؤيديه القلقين عليه قبل شهر من انتخابات الرئاسة، مؤكدا أنه على ما يرام، كما أنه خرج أمس في سيارة رباعية الدفع في رحلة قصيرة لتحية أنصاره خارج المستشفى، مما أثار انتقادات ضده.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير إن الفريق الطبي -الذي يشرف على علاج الرئيس- منح الموافقة على خروجه لتوجيه التحية لمناصريه، مضيفا أن الإجراءات الاحترازية الملائمة قد اتبعت أثناء انتقال ترامب في موكبه الرئاسي لحماية الرئيس ومرافقيه.
في غضون ذلك، حث ترامب أنصاره في سلسلة تغريدات قصيرة على التصويت لمصلحته في الانتخابات، معددا ما اعتبرها إنجازات له تمثلت في ازدهار الأسواق، والقوة التي أصبحت عليها القوات الأميركية، وفرض القانون والنظام.
إصابات جديدة
في الأثناء، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني إصابتها بفيروس كورونا، وكانت ماكيناني تعقد مؤتمرات صحفية دون الالتزام بالبروتوكولات الصحية، كما أفادت وسائل إعلام أميركية بإصابة مساعدتها بالفيروس.
وبالنسبة لمايك بنس نائب الرئيس فقد بينت الاختبارات مجددا اليوم عدم إصابته وزوجته بفيروس كورونا، وفقا لما قاله مسؤول في البيت الأبيض.
أما ميلانيا زوجة الرئيس الأميركي -التي أصيبت بدورها بالفيروس- فأكدت اليوم عبر تويتر أنها ستواصل الراحة في البيت الأبيض، وكانت أعلنت قبل ذلك أنها بخير.
المناظرة الرئاسية
وبينما كان الأطباء يناقشون إمكانية مغادرة الرئيس المستشفى قال المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن أمس إنه مستعد للمشاركة في المناظرة المقررة الأسبوع المقبل مع ترامب إذا قال خبراء الصحة إن ذلك سيكون آمنا.
وأظهر استطلاع نشر أمس أجرته وكالة رويترز ومعهد إبسوس (Ipsos) أن بايدن يتقدم بـ10 نقاط مئوية على ترامب على المستوى الوطني.
وقال نحو 65% من الأميركيين إن ترامب ما كان ليصاب بالمرض على الأرجح لو أخذ الفيروس على محمل الجد.
وانتقد الرئيس الأميركي مرارا إرشادات التباعد الاجتماعي التي تهدف إلى الحد من انتشار الفيروس.
ويتعرض ترامب لانتقاد بسبب تصريحه بأنه التقى بجنود ومسعفين في المستشفى، وهي تصرفات من المحتمل أن تعرض عددا أكبر من الناس للفيروس، بالإضافة إلى خروجه بالسيارة من مستشفى “والتر ريد” العسكري أمس.
المصدر : الجزيرة + وكالات