صورة تعبيرية

ارتفاع عدد المتشردين في تونس زمن الـ “كورونا ” التفاصيل ..

في الوقت الذي يزداد  فيه الوضع الصحي تأزما  مع انتشار فيروس كورونا يجد المشردون أنفسهم في مواجهة مباشرة، دون حماية ، مع هذا الفيروس، وبالخصوص خلال الموجة الثانية التي حصدت أرواح الكثير من التونسيين.

وفي ظل غياب إحصائيات رسمية حول عدد المتشردين في تونس ،  تتباين المعطيات التي تقدمها الجمعيات المهتمة بالتونسيين دون مأوى، والإحصائيات المعتمدة بخصوص عدد المشردين في تونس أعلنت عنها جمعية “دار تونس” منذ سنة 2014 وتشير إلى وجود أكثر من ثلاثة آلاف متشرّدٍ في كامل تراب الجمهورية، يتمركز 500 شخص منهم في العاصمة وولايات تونس الكبرى.

وتعمل الجمعيات المهتمة بالمشردين على تكثيف العناية بهذه الفئة من خلال برامج خاصة للإحاطة بهم، منذ ظهور فيروس كوفيد 19 وبداية انتشاره في مارس الماضي، على غرار جمعية يونيفرسال أو “متحدون من أجل الإنسانية”، التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية على القيام بزيارات دورية للمشردين في شوارع العاصمة وتوفير وجبات عشاء وفطور الصباح خمس مرات أسبوعيا.

وقال رئيس جمعية يونيفرسال نزار خباري  إن الجمعية ركزت في عملها منذ انتشار كورونا على القيام بحملات للتوعية في صفوف المشردين لتعريفهم بطرق الحماية من الإصابة بهذا الفيروس، إضافة إلى توزيع المعقمات والقيس الدوري لدرجات الحرارة خلال كافة الزيارات التي تقوم بها المجموعات الشبابية التابعة للجمعية بالتعاون والتنسيق مع آلية الإسعاف الاجتماعي التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.

وأوضح، في هذا الصدد، أن الفرق التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية التي تعتني بفاقدي المأوى تضم أخصائيا اجتماعيا وممرضا وطبيبا لتوفير العناية الشاملة بهذه الفئة، مضيفا أن الوزارة تتوفر لديها كافة المعطيات حول الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع وتتابع حالاتهم بصفة دورية إلى حين إيجاد حلول للراغبين من بينهم في البقاء في مكان ثابت وإيجاد عمل أو إيواء الفئات الخاصة في مراكز تعنى بهم مثل النساء والمسنين والأطفال والمصابين بأمراض عقلية.

وتعتمد جمعية متحدون من أجل الإنسانية على تبرعات المواطنين وتطلق حملاتها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، حسب رئيس الجمعية الذي قال “نحن لا نتعامل مع رجال أعمال يمولون نشاطنا بل على كرم مواطنين عاديين يتطوعون لتقديم المساعدة المادية أو توزيع الأكل أو الملابس أو الغطاء، كما نحاول دعم فاقدي المأوى الراغبين في إيجاد عمل وتوفير مساكن لهم بفضل هذه التبرعات.

كما اعتبر أن ظاهرة المشردين في تونس ليست بالصورة الكارثية التي يسوق لها البعض، وأن هناك مغالطات بخصوص عددهم الذي لا يمكن أن يتجاوز 500 شخص في كامل تراب الجمهورية، داعيا الوزارات ذات العلاقة إلى التنسيق فيما بينها للتعهد بالفئات التي تعود لها بالنظر، وتقديم منحة اجتماعية ودفتر علاج للمشردين لحفظ كرامتهم وتوفير الحد الأدنى لتلبية احتياجاتهم الخاصة.

أما رئيسة جمعية “دار تونس” روضة السمراني فقد نبهت،  إلى وجود “تلاعب كبير بهذا الملف”.

ووفق السمراني فإن “العديد من الجمعيات تستغل شعار مساعدة فاقدي المأوى لجمع التبرعات دون حسيب ولا رقيب، واستغلالها من قبل الأحزاب خاصة وأن قانون الجمعيات لا يحدد ضوابط للتمويل وجمع التبرعات ومجالات استغلالها”.

وبخصوص العناية بهذه الفئة خلال فترة انتشار كورونا ، أفادت السمراني أنها اتصلت ببلدية تونس منذ بداية انتشار الجائحة للقيام ببرنامج لإيواء المشردين، قالت إنه تعطل بسبب رفض المواطنين إيواء هذه الفئة في منطقتهم وهناك العديد من الجمعيات التي تستغل ملف المشردين لخدمة أغراض أخرى.

وقالت إن وزارة الصحة قد اتصلت بجمعيتها قصد التنسيق لوضع برنامج خاص للعناية بالمشردين، والاستعداد في صورة تسجيل حالات إصابة بالفيروس في صفوفهم، لتوفير مقر خاص لإيوائهم والعناية بهم، مثنية على هذه الجهود الخاصة للإحاطة بفئة مستضعفة خلال هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد.

عن Radio RM FM

شاهد أيضاً

100 نقطة للنهوض بقطاعات الشباب والرياضة والطفولة والثقافة بالمنستير

مثلت المشاغل والمشاكل في قطاعات الشباب والرياضة، والثقافة، وشؤون الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن محور …