تجدد قصف الاحتلال الصهيوني على مناطق مختلفة من قطاع غزة فجر اليوم بعد عشرات الغارات العنيفة منتصف ليلة الاثنين والتي شملت مواقع مدنية وشوارع رئيسية ومؤسسات حكومية، وذلك لليوم الثامن على التوالي.
وقصفت طائرات الاحتلال فجرا منازل في دير البلح وسط القطاع، وحي الزيتون جنوبا، وحي الشجاعية شرقا.
وقال جيش الاحتلال الصهيوني إن هجمات الليلة الماضية على قطاع غزة كانت المرحلة الثالثة من عملية حارس الأسوار، مضيفا أنها استهدفت بشكل مكثف مشروع الأنفاق العملاق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
في المقابل، قال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن الاحتلال الصهيوني يتعمد استهداف الطرق وتدمير البنى الأساسية عبر الغارات المتواصلة، مشددا على أن استهداف الخدمات المدنية بمثابة عقاب جماعي لسكان غزة.
وأكد السراج في مقابلة مع الجزيرة أن الغارات الصهيونية تسببت في أضرار جسيمة لمحطات المياه ومحطات الصرف الصحي، وطالب الأطراف الدولية والإقليمية بالعمل على وقف العدوان.
60 غارة
من جهته، أفاد مصدار إعلامية بأن الطيران الصهيوني شن أكثر من 60 غارة في غضون نصف ساعة بعد منتصف الليل تركزت في غرب وشمال غزة، بالإضافة إلى الجنوب، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية الصهيونية.
ورصد شهود ألسنة دخان كثيفة وأصوات انفجارات كبيرة في مناطق مختلفة من مدينة غزة ومحيطها، كما شن الجيش الصهيوني غارات مكثفة قرب مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، وقصف مجمع أنصار الحكومي الذي يضم العديد من مقرات الأجهزة الحكومية والأمنية، كما استهدفت الغارات مواقع للمقاومة غربي مدينة غزة وشمالها.
واستهدفت الغارات أيضا خان يونس وحي تل الهوى السكني جنوبي مدينة غزة. وتواجه سيارات الإسعاف صعوبات في التحرك في ظل استمرار القصف الصهيوني المكثف على غزة.
وقال المتحدث باسم شركة كهرباء غزة محمد ثابت إن انقطاعا واسعا للتيار الكهربائي شمل أغلب الأحياء بمدينة غزة نتيجة الغارات الصهيوني العنيفة، وأضاف أن الغارات ألحقت أضرارا جسيمة بإمدادات الكهرباء إلى مدينة غزة.
وقد ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه بلدات صهيونية، فقد أعلنت سرايا القدس قصف سديروت ونتيفوت وشعار هنيغف بدفعات صاروخية مكثفة، وقالت “وجهنا ضربة صاروخية مكثفة ردا على القصف الصهيوني وإرهاب المدنيين الآمنين” الليلة الماضية.
وقال دات المصدر إن الاحتلال الصهيوني قصف في وقت سابق الليلة الماضية مناطق شرقي خان يونس ومخيمي البريج والمغازي بالقطاع، كما قصفت طائرات الاحتلال منزلا في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
رد القسام
في المقابل، قصفت أمس كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مستوطنة أوفاكيم القريبة من قطاع غزة، كما جددت قصفها على مدينة بئر السبع بدفعة صاروخية ردا على العدوان المتواصل بحق المدنيين، وقد دوت صفارات الإنذار في بئر السبع إثر سقوط صواريخ انطلقت من قطاع غزة.
كما دوت صفارات الإنذار في منطقة النقب الغربي جنوبي فلسطين المحتلة.
يأتي هذا بعد أن قصفت الفصائل الفلسطينية أمس عددا من المستوطنات القريبة من غلاف قطاع غزة، فقد أكدت كتائب القسام -في بيان- قصف مدن بئر السبع وأسدود وعسقلان ونتيفوت وقاعدة رعيم برشقات صاروخية، كما قصفت موقع إسناد صوفا العسكري في غلاف غزة بقذائف هاون، وقالت إن ذلك جاء ردا على “المجزرة بحق المدنيين ليلا في غزة والاعتداء على أهالي الشيخ جراح في القدس”.
وأضافت كتائب القسام أنها قصفت موقع ناحل عوز العسكري بعدد من قذائف الهاون، مؤكدة حدوث إصابات، كما قصفت تجمعا لقوات الاحتلال قرب مستوطنة نير عام بقذائف الهاون.
وبدورها، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية -الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- وألوية الناصر صلاح الدين -الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية- أنها قصفت منطقة أشكول شمالي قطاع غزة بدفعة صواريخ.
قصف لواء جفعاتي
وأعلنت أيضا سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أنها قصفت مستوطنة نير إسحاق بدفعة صواريخ، كما قصفت بقذائف الهاون قاعدة أميتاي وسرية للواء جفعاتي قرب موقع كوسوفيم العسكري.
وذكرت وسائل إعلام صهيونية مساء أمس الأحد أن 3 آلاف صاروخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه المدن والبلدات الصهيونية منذ بداية التصعيد قبل أسبوع، وفقا لبيانات الجيش الصهيوني.
ووفقا لقناة “كان” العبرية، توقف العمل بمحطة “تمار” للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط بعد إطلاق حركة حماس صواريخ باتجاهها، كما ذكرت مصادر عسكرية صهيونية أن حماس استهدفت حقل غاز قبالة عسقلان بعشرات الصواريخ.
حصيلة القصف الصهيوني
وقد بلغ عدد المباني التي قصفت من قبل الاحتلال في قطاع غزة 90 بناية، بينها 6 أبراج سكنية دمرت 3 منها تدميرا كاملا.
وبحسب وزارة الصحة بغزة، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى 197 بينهم 58 طفلا و34 امرأة، كما بلغ عدد الإصابات 1235 جريحا، وأضافت الوزارة أن اعتداءات الاحتلال تسببت في نزوح أكثر من 40 ألفا بحثا عن الأمان، إضافة إلى 21 شهيدا ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة في رام الله.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” (UNRWA) أن أكثر من 38 ألف شخص لجؤوا إلى مدارس الوكالة في قطاع غزة هربا من القصف الصهيوني.
المصدر: وكالات + الجزيرة