تمكن الرئيس الجديد المنتخب إيمانويل ماكرون في ظرف ثلاثة أعوام من الانتقال من مستشار للرئيس فرانسوا هولاند ليصبح ثامن رئيس للجمهورية الخامسة، وأصغر رئيس في تاريخ الجمهوريات الفرنسية (39 عاما).
و أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي أجريت الأحد 7 ماي 2017 فوز إيمانويل ماكرون في الانتخابات بنسبة 65.1 بالمئة مقابل 34.9 بالمئة لمارين لوبان .
قبل ثلاثة أعوام لم يكن الفرنسيون يعرفون إيمانويل ماكرون (39 عاما) الذي أسس حركته “إلى الأمام” لخوض أولى حملاته الانتخابية حيث قدم نفسه كمرشح “الوطنيين ضد القوميين”، ليزيح مرشحي الأحزاب التقليدية في فرنسا، ويصبح رئيس فرنسا الجديد خلفا للاشتراكي فرانسوا هولاند.
“لا من اليمين ولا من اليسار”
يمثل ماكرون الذي يقدم نفسه بأنه “لا من اليمين ولا من اليسار”، نموذج الطبقة الفرنسية المثقفة، وهو موظف كبير سابق في الدولة تخرج من معاهد النخب ثم عمل مصرفي أعمال، ودخل السياسة في عام 2012 مستشارا للرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند.
واستقبل محترفو السياسة من كل التوجهات ماكرون حين خاض الحملة الانتخابية وهو لم يسبق له أن تولى أي منصب منتخب، ببعض الازدراء، وسخروا لفترة طويلة من غموض مشروعه، غير أن ماكرون الذي تولى منصب وزير الاقتصاد السابق في حكومة هولاند بين 2014 و2016 خالف تأكيدات كل الذين اعتبروه مجرد “فورة” إعلامية. ومن خبرته في ظل السلطة، يقول إنه استخلص عبرة أساسية وهي أن النظام السياسي الحالي يعاني من “اختلالا وظيفيا”.
وحمل هذا الحدس الوزير الشاب في مطلع 2016 إلى تأسيس حركته التي اختار لها اسم “إلى الأمام!”، ووصل عدد منتسبيها لحوالى 200 ألف. واستقال بعد ذلك من الحكومة وقدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية عارضا برنامجا ذا توجه اشتراكي ليبرالي.
خبير مصرفي شاب
تمكن إيمانويل ماكرون من الصعود بثبات في صفوف المؤسسة الفرنسية عندما قرر استغلال مهاراته، كمصرفي متمرس في عالم الاستثمار وعقد الصفقات، في عالم السياسة . لكن منذ استقالته المفاجئة من الحكومة كوزير اقتصاد بعد عامين فحسب في المنصب أرسل ماكرون رسالة قوية مناهضة للمؤسسة القائمة ساعدته في أن يصبح الأوفر حظا للفوز بانتخابات رئاسية تعد الأكثر غموضا في فرنسا قبل عيد ميلاده الأربعين.
ويعزو الكثيرون صعود ماكرون المفاجئ إلى توق الفرنسيين لوجه جديد مع انهيار غير متوقع لعدد من منافسيه من التيارات السياسية الرئيسية وخاصة اليمين واليسار التقليديين. كما لعب ذكاؤه التكتيكي الحاد أيضا دورا في صعوده. استغل ماكرون الشعور بخيبة الأمل تجاه الوضع الراهن وتعهد بتغيير المؤسسة القائمة رغم أنه تلقى تعليمه في مدارس فرنسية مرموقة وأبرم صفقات وصلت قيمتها لعشرة مليارات دولار لمجموعة روتشيلد.
ولا يخفي ماكرون حياته الخاصة ويقوم بحملته برفقة زوجته بريجيت، وهي معلمته السابقة للغة الفرنسية تكبره بـ24 عاما. وقد نفى علنا مؤخرا شائعات تنتشر منذ أشهر على شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأنه مثلي. وقال مدافعا عن نفسه “ثمة الكثير من الهجمات والتلميحات، لكن ليس لدي ما ألوم نفسي عليه”.
(فرانس 24)