بعد مرور حوالي شهر على رصده في جنوب أفريقيا، بدأ المتحور أوميكرون يتضح أكثر فهو أشد عدوى لكنه أقل خطورة من المتحورات الأخرى، رغم استمرار عدم القدرة على كشف المدى الذي سيغير عبره وجه جائحة كوفيد-19.
فمقارنة مع المتحور دلتا، “ينتشر بسرعة أعلى لكن خطورته أقل من دلتا، لكننا لا نزال نجهل لأي درجة. فهو ينتشر بشكل كبير في العديد من البلدان وتتضاعف الحالات كل يومين أو ثلاثة أيام، وهي ظاهرة غير مسبوقة مع المتحورات السابقة.
و أظهرت دراسات أولى من جنوب أفريقيا وإسكتلندا وإنكلترا هذا الأسبوع أن أوميكرون يتسبب على ما يبدو في حالات أقل تستلزم دخول المستشفيات من دلتا. قد يكون المتحور أوميكرون أقل خطورة من دلتا بنسبة تراوح بين 35% و80% لكن لا يمكن معرفة ما إذا كان هذا الأمر من خصائص المتحور أو إذا كانت بسبب إصابته أشخاصا لديهم مناعة جزئية (من طريق اللقاح أو عدوى سابقة).
في المقابل حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مؤخرًا من أنه “حتى لو تسبب أوميكرون في ظهور أعراض أقل حدة، فإن ارتفاع عدد الحالات قد يساهم في اكتظاظ الأنظمة الصحية غير المستعدة”.
و فيما يخص اللقاحات يبدو أن طفرات أوميكرون تسمح لها بخفض المناعة بالأجسام المضادة ضد الفيروس. والنتيجة: يمكنها أن تصيب على الأرجح عددًا كبيرًا من الملقحين (وإصابة أشخاص سبق أن أصيبوا بالفيروس).
لكن كل هذا لا يعني أن اللقاحات لم تعد فعالة لأن الأجسام المضادة ليست سوى جزء من الاستجابة المناعية، التي تمر أيضًا من خلال خلايا تسمى الخلايا اللمفاوية التائية. هذه “المناعة الخلوية” التي يعتبر قياسها أكثر صعوبة، تلعب دورًا مهمًا جدا خصوصا ضد الأشكال الخطيرة للمرض.